التيه يحمل بعدا فلسفيا ويبحث عن الهوية فى عالم غير مفهوم “للورفلى”رؤية نقدية لفيفى سعيد محمود
التيه
للكاتبه سعاد الورفلى
——–
الأرض متسعة، حفر مبعثرة في كل الأنحاء، حيثما اتجهوا ابتلعتهم ألسنة الضباب، الرجل الوحيد فقد صوابه، عاد من حيث أتوا، بحثوا عنه، قلبوا الأوراق المدسوسة في سراويلهم، ماتوا، حملوا نعوشهم مع أسفارهم، المرأة التي أخطأت الطريق مازالت تحفر الصحراء بحثا عن أجداث رِمم تبخرت في رحم الصحراء، نبذت سيرتهم، صارت تدعي أنها العرافة التي ستجمع شتات أبنائها التائهين.
النص يعبر عن حالة من التيه الوجودي والضياع في فضاء مفتوح يفتقد للحلول، مستخدمًا الصحراء كرمز للتشتت والحيرة. والشخصيات تمثل أفرادًا فاقدين للهدف، محاصرين بالضباب والحفر التي قد تعكس العثرات في حياتهم.
الرجل الذي “فقد صوابه” ثم عاد من حيث أتى يمثل الفشل في التغلب على الأزمات النفسية، بينما “المرأة التي أخطأت الطريق” تجسد السعي العبثي واللامنتهي لاستعادة ما فقدته، وهو مجاز عن البحث عن هويتها أو ماضيها.
النص يخلق شعورًا بالتشاؤم والتكرار، مع تصوير الحياة كمسار غير محدد، حيث الخسارة والبحث الدائم قد لا يفضي إلى شيء ملموس.
استخدام الضباب والحفر والصحراء كعناصر مكانية يضفي طابعًا سرياليًا على النص، مشيرًا إلى أن التيه ليس جسديًا فقط بل معنويًا وروحيًا.
لتصبح المرأة في نهاية المطاف “العرافة”، وهذا قد يكون إشارة إلى أن العجز عن الفهم واليقين يولد الادعاء بمعرفة المستقبل والسيطرة على المصير، وإن كانت هذه السيطرة وهمية.
النقد قد يتناول فكرة أن النص يجسد الفوضى والعجز عن إيجاد مسار واضح في الحياة، ولكنه أيضًا يحمل بعدًا فلسفيًا في ما يتعلق بالبحث عن الهوية والمعنى في عالم غير مفهوم ومليء بالمتناقضات.
تعليق واحد