صحف وتقارير

الحـرب تشتـعل بين السعودية والإمارات .. صـراع اليمن والتقسيم المحتمل

أيمن بحر

ضربـات جديدة من التحالف العربى بقيادة السعودية داخل جنوب اليمن، والسعودية تهـدد الإمارات بخط أحمر فى دعم استقلال المحافظات الجنوبية وتطلب من الإمارات مغادرة قواتها لليمن خلال 24 ساعة

صـراع شامل مستمر في اليمن من بداية اشعـ الة بموجة ما يسمى (الربيع العربى 2011) من وقتها وحتى اليوم دخل اليمن فى نفق مظلم وتكالب عليه ظروف داخلية وخارجية حتى حولته لأرض منهارة في الفوضى ودولة فاشلة قابلة للتقسيم!

من نفوذ إيران من خلال مليشـ يات الحوثـ يين، لحـرب عربية بقيادة السعودية فى عاصفة الحزم.. عاشت اليمن هـدم شامل لمكتسبات قيام الجمهورية اليمنية آخر نصف قرن..

وتحولت لبلد متـنـ ازع على النفوذ من خلال أهمية بعض مناطقه الجغرافية..
أو مهـدد أمنى كبير للسعودية..

معاناة انسانية كبيرة خلال 10 سنوات مع تدمـ ير خدمي ومجاعات.. وتصل اليمن اليوم لمصير مجهول يمكن أن يؤدى للتقسيم المحتمل بقوة.. خاصة فى ظل الصـراع المستمر على السيطرة على البحر الأحمر ونقاط استراتيجية حاكمة فى موانئ اليمن وباب المندب..
خلونا نشوف بوضوح الحالة اليمنية.. وتوزيع النفوذ الحالى داخل الصـراع على اليمن.. عشان نقدر نفهم الأخبار المستمرة منه والمرشحه لحـ رب أكبر فى المستقبل..

حاليًا اليمن يقع بين مجموعة قوى تصـارع للنفوذ والاستيلاء على مقدرات الدولة والأرض.. تحديدا من الشمال للجنوب إحنا قصاد( 4 يمن) إن صح التعبير..

( المجلس الانتقالي الجنوبى) – ده بيسيطر بالفعل على 52 ٪من مساحة اليمن.. وموجود سيطرته على محافظات الجنوب بامتداده الصحراوي الكبير..ويوجد رسميًا فى المهرة وحضرموت.. وحاليا تدعم المجلس الانتقالى بالقدرات والتسـليح دولة الإمارات العربية المتحدة.. اللي بتسيطر بالفعل على سوقطري ومناطق استراتيجية فى البحر الأحمر.

(الحوثـ يون) – نفوذهم يمثل 33٪ من مساحة اليمن لكن تقع تحت سيطرتهم مناطق بها كثافة سكانية عالية وانتماء قبلى راسخ ومناطق استراتيجية تخص ميناء الحديدة وتهديد مضيق باب المندب.

(قوات الشرعية والإصلاح) – توجد على مساحة 10٪ من أرض اليمن وتتتركز فى عدن وتمثل الحكومة المعترف بها دولياً ومدعومة من السعودية.

(قوات طارق صالح) – تسيطر على 5٪ من أرض اليمن لكن على نطاق ساحلى استراتيجى بالبحر الأحمر.
صـ راع القوى والنفوذ يدمر وحدة اليمن ووجوده كدولة..

فالوضع الحالي تتمتع فيه عدة دول بنفوذ كبير فى اليمن

السعودية والإمارات وإيران، لاعيبين أساسيين على النفوذ داخل اليمن كل حسب أغراضه..

و القوى الدولية زى الولايات المتحدة وبريطانيا. تتنافس على النفوذ من خلال دعم أطراف النـ زاع المختلفة.. من الواضح دعم أمريكى للسعودية ضد إيران.. ووجود دعم بريطاني شامل لدور الإمارات فى اليمن وفى المنطقة الخاصة بالبحر الأحمر ككل.

من جهتها السعودية بتقود التحالف العربي لدعم الحكومة اليمنية( المعترف بها دوليًا) ، وتعمل على حفظ الأمن بين اليمن والأراضى والمصالح السعودية ومنع الهيمنة الإيرانية على نطاق استراتيجى بأهمية موقع اليمن .

أما الإمارات العربية على الرغم إنها كانت جزءاً رئيسياً من التحالف العربى مع السعودية فى اليمن لكنها حولت اهتمامها لمصالحها وحدها في تأمين مكاسب جيوسياسية في الجنوب اليمنى وركزت على دعم المجلس الانتقالى الجنوبى.

و بالطبع تدعم إيران بشكل كامل (حركة الحوثـ يين) وتعتبرهم جزء اساسى من محور المقاومة أو المحور الإيرانى اللى نقدر نقول عنها منهار حاليًا في أغلب نقاطه باستثناء اليمن اللى لسه فيها قدرات كبيرة لنفوذ إيران من خلال قوة الحوثـيين وسيطرتهم على موقع استراتيجي محوري في باب المندب.

كمان مهم نعرف إن الولايات المتحدة تدعم التدخل السعودى بشكل أساسى من خلال مبيعات الأسـلحة والمساعدة التقنية.
وسبق وشاركت القـوات الأمريكية والبريطانية فى ضـربات عسكرية ضد أهداف حوثـ ية في البحر الأحمر مؤخراً..

وتهدف القوى الكبرى بشكل عام إلى إدارة الممرات المائية الحيوية ومنع الهيمنة المنفردة على مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

المشهد الأخير.. ماقبل التقسيم المحتمل

سنة 2025 حصل فيها تحولات جذرية فى الصـراع داخل اليمن خاصة بعد أحداث حـرب غـزة ومشاركة الحوثـ يين فى ضـربات ضد الملاحة فى البحر الأحمر عبر موانىء اليمن وباستهداف مباشر لبعض السفن فى مضيق باب المندب..

وقال محللين بأن الأطراف المتصارعة انتقلوا من حالة الجمود العسكرى مع الحوثـيين إلى صـراع داخلى محتدم بين مكونات المعسكر المعادى لهم وده زود احتمالات التقسيم الفعلى للبلاد.

ومؤخراً فى ديسمبر 2025 هـاجم المجلس الانتقالى الجنوبى محافظة حضرموت وشرق اليمن وهى من المناطق اللى كانت تخضع لسيطرة( الحكومة الشرعية-بدعم سعودي)..
والخطوة الأخطـر كانت تصريحات قادة المجلس الانتقالى (المدعوم من الإمارات).. فى أواخر ديسمبر 2025 بأن الجنوب قريب من لحظة إعلان دولة! مع التركيز على السيطرة على المحافظات الشرقية (حضرموت والمهرة) لضمان الموارد الاقتصادية لأن دى مناطق الثروات اليمنية (80% من احتياطيات النفط).

وفوراً تدخلت السعودية فى 27 ديسمبر 2025 وحذرت المجلس الانتقالى ومن خلفه الإمارات.. من الاستمرار فى التصعيد وطالبته بالانسحاب السلمى من المواقع التي سيطر عليها مؤخراً وتسليمها لقـوات درع الوطن والسلطات المحلية مع التـ هديد بالرد العسكرى فى حال تقويض جهود التهدئة.

لكن الصـراع لم يحسم بعد.. وسيناريو التقسيم أقرب الاحتمالات.. المؤشرات لتقسيم اليمن تهـدد بـ 3 مناطق تتحول دويلات جديدة بدل جمهورية اليمن الحالية..

فأما هنبقى قصاد التقسيم إلى دولتين (شمال وجنوب): مع عودة حدود ما قبل عام 1990 حيث يسيطر الحوثـ يون على الشمال (صنعاء والمناطق المجاورة) ويسيطر المجلس الانتقالى على الجنوب.. وينتهى دور السعودية داخل اليمن بحكومة الشرعية المجمدة!

أو يكون مصير اليمن التفكك كانتونات متعددة: تحول اليمن إلى نموذج يشبه الصومال، بحيث تتعدد مراكز القوة (الحوثـيون فى الشمال الانتقالى فى عدن ولحج قوى محلية فى حضرموت والمهرة وقـ وات طارق صالح فى الساحل الغربي).. كما هو الوضع الآن إلى ما لانهاية وبدون إعلان دول مستقلة عن بعضها.. في نموذج فشل شامل للدولة.

أو تدخل دولى مدعوم عالميًا لمنع السيطرة من أحد الأطراف على الآخر والحفاظ على اسم اليمن الموحد مع منح استقلالية شبه كاملة للأقاليم وهو الخيار الذى تدعمه الأمم المتحدة عبر خارطة الطريق.. وده حل يضمن بقاء اليمن لكن كجـ ثة واحدة بدولة شبه مقسمه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock