
كشف تقرير سنوى لوزارة الدفاع الامريكية عن توجه مصرى واضح نحو تحديث سلاح الجو عبر التوجه الى المقاتلات الصينية المتطورة وفى مقدمتها المقاتلة الشبحية جى خمسة وثلاثين الى جانب جى عشرة سى اي فى خطوة تعكس تحولا استراتيجيا مهما في عقيدة التسليح المصرية
الاهتمام المصرى بالمقاتلات الصينية لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة مسار متصاعد من التعاون العسكرى بين القاهرة وبكين بدأ بصفقات نوعية فى مجال الدفاع الجوي بعيد المدى مثل اتش كيو تسعة بى وتكرس من خلال المناورات الجوية المشتركة نسور الحضارة الفين خمسة وعشرين التى اتيحت خلالها فرصة تقييم الاداء القتالي للمقاتلات الصينية الحديثة على ارض الواقع
المقاتلة جى خمسة وثلاثين تمثل قفزة نوعية باعتبارها مقاتلة شبحية من الجيل الخامس متعددة المهام تتميز برادار ايزا متطور قادر على الكشف والتتبع من مسافات بعيدة وببصمة رادارية منخفضة تجعل اكتشافها صعبا كما تعتمد على انظمة دمج بيانات وذكاء اصطناعي متقدمة تمنح الطيار سيطرة كاملة على مسرح العمليات مع قدرة تسليحية داخلية تسمح بتنفيذ ضربات دقيقة مع الحفاظ على خاصية التخفى
توجه مصر نحو الصين يعكس سياسة تنويع مصادر السلاح وارسال رسالة واضحة بان القيود المفروضة على تطوير اسطول اف ستة عشر الامريكى لم تعد تمثل عائقا امام تحديث القدرات الجوية المصرية وان البدائل المتطورة باتت متاحة من الشرق بما يمنح القاهرة حرية اكبر فى امتلاك التكنولوجيا واستخدامها دون ضغوط سياسية
اكتمال مثل هذه الصفقة فى حال حدوثه سيترتب عليه نتائج استراتيجية بالغة الاهمية ابرزها دخول مصر فعليا عصر الطيران الشبح بما يعزز قدراتها الردعية الجوية ويمنحها مرونة كاملة فى ادارة وتسليح قواتها الجوية فضلا عن ترسيخ دور الصين كشريك عسكرى استراتيجى لمصر فى قلب منطقة شديدة الحساسية
ويبقى السؤال مطروحا حول ما اذا كان دخول المقاتلة جى خمسة وثلاثين الخدمة فى سلاح الجو المصرى قادرا على تغيير موازين القوى واعادة صياغة قواعد اللعبة العسكرية فى المنطقة على المدى البعيد



