مرة أخرى تثبت الدبلوماسية المصرية قدرتها على حماية مواطنيها في الخارج، بعد نجاح وزارة الخارجية في إنهاء أزمة احتجاز الشاب المصري أحمد عبد القادر في العاصمة البريطانية لندن، والتي شغلت الرأي العام خلال الأيام الماضية.
السفارة المصرية فور إعلان نبأ الاحتجاز، فتحت قنوات تواصل مباشرة مع السلطات البريطانية، مطالبة بكشف ملابسات القضية وضمان توفير جميع الحقوق القانونية للمواطن المصري.
جهود الخارجية لم تقتصر على الجانب القانوني فحسب، بل شملت تحركات سياسية ودبلوماسية متوازية، أكدت خلالها مصر أن كرامة مواطنيها خط أحمر لا يقبل المساومة. هذا الضغط الدبلوماسي المتواصل، مقروناً بالمتابعة اليومية من وزارة الخارجية، ساهم في تسريع الإجراءات وصولاً إلى الإفراج عن أحمد عبد القادر وعودته إلى حياته الطبيعية.
تفاعل المصريون مع القضية كان لافتاً، إذ عبر الكثيرون عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن ارتياحهم للسرعة والجدية التي تعاملت بها الدولة.
نجاح الخارجية في إدارة هذا الملف عزز ثقة الشارع المصري في مؤسسات الدولة، ورسّخ شعور المواطنين بأن مصر تملك صوتاً مسموعاً في الخارج وقادرة على حماية أبنائها أينما كانوا.
قضية أحمد عبد القادر ليست سوى حلقة ضمن سلسلة من النجاحات التي حققتها الخارجية المصرية في الفترة الأخيرة، والتى من أبرزها:
ملف العمالة المصرية في الخليج: حيث تمكنت الوزارة من تسوية العديد من النزاعات العمالية وحماية حقوق آلاف المصريين.
إجلاء المصريين من مناطق الصراع: كان آخرها عمليات الإجلاء السريعة من السودان وليبيا، والتي نُفذت بكفاءة عالية رغم الظروف الأمنية المعقدة.
الحضور الدولي الفاعل: إذ نجحت مصر في ترسيخ مكانتها كصوت إقليمي مؤثر في ملفات غزة، الأمن المائي، والهجرة غير الشرعية.
برأيي، تعامل وزارة الخارجية مع أزمة أحمد عبد القادر يعكس نقلة نوعية في الأداء الدبلوماسي المصري، الذي أصبح أكثر سرعة وفاعلية في الاستجابة لقضايا المواطنين. هذه النجاحات المتتالية تؤكد أن الدبلوماسية المصرية لا تقتصر على الملفات الكبرى فحسب، بل تمتد لتشمل تفاصيل الحياة اليومية للمواطنين بالخارج، وهو ما يعزز من مكانة مصر دولياً ويرسخ ثقة المواطن داخلياً.
الخارجية المصرية : دبلوماسية حازمة تكسب ثقة الشارع
