مقالات رئيس التحرير

الدعاء مخ العبادة

 

الدعاء مخ العبادة

  

من المعاني العظيمة التي تشْحَذُ الهمَّة للدعاء، أن يستقرَّ في قلبك أن الله لطيفٌ كريمٌ رحيمٌ، فمن لُطف الله أنّه يُكرمك ويرحمك بأسبابٍ خفيّة تأتيك من حيث لا تحتسب .َ

‏مهما تعبت، ومهما كان الدعاء شاقاً عليك، ومهما حاول الشيطان تشكيكك عند تأخُّر الإجابة، لا تترك الدعاء.  

إن لم تحصل على ما أردت يوماً فـلا تقل: من سوء حظي، بل قل: لعل الله أراد لي الأفضل، لا تحْزن سيعوُضك الله يوماً بما تمنيِت وأكثَر، فلا تحسد أحد فالحياة تتسع للجميع وخزائن الله مليئة بالكثير، فكما أعطى غيرك سيعطيك ويرضيك، فلا تتمنى زوال النعمة عن غيرك و اعلم أن الزمان لا يثبت على حال ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾، فتارة فقر وتارة غنى وتارة عسر وتارة يسر.

  ‏حافظوا علي حسناتكم أكثر من أنفاسكم، فأنفاسكم راحلة وحسناتكم باقية والموفق و السعيد من إذا توقفت أنفاسه لم تتوقف حسناته. 

وإياك والتحسر على الأمور الماضية التي لم تقدر لك، من فقد صحة أو مال أو عمل دنيوي ونحوها، وليكن همك في إصلاح عمل يومك، فإن الإنسان ابن يومه لا يحزن لما مضى، ولا يتطلع للمستقبل حيث لا ينفعه التطلع، وعليك بالصدق والوفاء بالعهد والوعد، والإنصاف في المعاملات كلها، وأداء الحقوق كاملة موفرة بنفس مطمئنة وإيمان صادق خالص، واشتغل بعيوبك وشؤونك عن عيوب الناس وشؤونهم، وعامل كل أحد بحسب ما يليق بحاله من كبير وصغير وذكر وأنثى ورئيس ومرؤوس، وكن رقيقًا رحيمًا لكل أحد حتى للحيوان البهيم، فإنما يرحم الله من عباده الرحماء، وكن مقتصدًا في أمورك كلها، وافتح ذهنك لكل فائدة دينية أو دنياويه.

ودمتم على خير

وعلى المحبة نلتقي

 

رئيس مجلسي الإدارة والتحرير

عادل سعد عبيد

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock