مقالات وآراء

الرحيل لا يطفئ الذكرى

بقلم: طارق فتحي السعدني

الحديث عن الراحلين لا يكون مجرد ذكرى عابرة أو كلمات تقال في مناسبات،

بل هو استدعاء لمسيرة حياة تركت بصمتها في قلوب من عرفوهم وفي الوجدان للمجتمع الذي عاشوا بين جنباته. فالراحل حين يغادر عالمنا يترك وراءه إرثا من المواقف والقيم والتجارب التي لا يطويها الغياب،

بل تبقى كنبراس يهتدي به من بعده.

قد يكون الإرث كلمة طيبة أو مبدأ عاش عليه أو عطاء لم ينقطع أو أثر خالد في تربية الأبناء وحسن المعاملة مع الناس.

إن الوفاء للراحلين ليس في الحزن عليهم فقط وإنما في استحضار سيرتهم العطرة والإبقاء على ما غرسوه من معانٍ نبيلة.

فكل إنسان رحل هو قصة مليئة بالعطاء والتجارب التى تستحق أن تروى للأجيال كي يدركوا أن للحياة قيمة لا تقاس بسنواتها،

وإنما بما يتركه الإنسان من أثر طيب يظل شاهدا على وجوده. ولعل أجمل ما نقدمه للراحلين هو الدعاء لهم بواسع الرحمة والمغفرة ومواصلة الطريق على نهجهم بما فيه من صدق ووفاء وإخلاص.

الراحل لا يموت تماما فقد يغيب الجسد ويبقى الاثر.

فذكراه تبقى حيّة في تفاصيل البيوت وفي أحاديث الأهل وفي قلوب الأصدقاء.

وكلما ذُكروا بالخير تجدد حضورهم وكأنهم لم يغادروا قط.

هكذا يظل الإنسان ممتدًا حتى بعد رحيله بما خلفه من ذكر حسن وعمل صالح وعلاقات إنسانية صادقة.

ومن هنا، يبقى واجبنا أن نحفظ أسماءهم بالحب والدعاء،

وأن نجعل من سيرتهم رسالة نستمد منها العزيمة والأمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock