عربي وعالمي

السودان تدفع ثمن تحيزها لإثيوبيا الآن

كتب/ أيمن بحر

تشهد الساحة السودانية اليوم واقعًا بالغ التعقيد إذ تجد الخرطوم نفسها تدفع ثمن سياساتها السابقة فى التعامل مع ملف سد النهضة وتحالفاتها مع إثيوبيا.

فبعد سنوات من الدعم العلنى أو الصمت المطبق حيال التحركات الإثيوبية بدأ السودان يشعر بوطأة النتائج التي تجاهلها طويلاً.

فعلى الرغم من أن السودان كان فى مرحلة من المراحل يميل إلى تأييد الموقف الإثيوبى بل واعتبر أن بناء سد النهضة قد يحمل بعض الفوائد له فإن الوقائع على الأرض أثبتت أن حسابات السياسة تختلف كثيرًا عن الواقع الميداني.

فالسودان بات اليوم الأكثر عرضة لتداعيات التخزين الأحادي وغياب أي اتفاق ملزم ينظم حقوق دولتي المصب.

الأزمات المتكررة فى تدفقات المياه والانخفاض المفاجئ فى مناسيب النيل الأزرق إضافة إلى مخاطر الفيضانات العنيفة، كلها ضربات موجعة يتلقاها السودان نتيجة موقفه المتراخى تجاه إثيوبيا. بل إن الخرطوم تدرك الآن أن أديس أبابا لم تلتفت يومًا إلى مصالحها الاستراتيجية، وإنما تعاملت معها كورقة تكتيكية فى مواجهة مصر.

ومع استمرار الخلافات الحدودية بين البلدين حول منطقة الفشقة يتضح أن الرهان السودانى على إثيوبيا لم يجلب سوى المزيد من الأزمات والتوترات. فالسودان يواجه اليوم أزمة مركبة بين تهديدات السد من جهة وانفلاتات داخلية وأوضاع اقتصادية خانقة من جهة أخرى.

إن ما يحدث الآن يؤكد أن التحالفات القائمة على العاطفة أو الحسابات الضيقة لا تصمد أمام اختبارات الواقع. والسودان بات مضطرًا لإعادة حساباته بعدما تكشّف أن إثيوبيا لم ولن تراعى مصالحه الحيوية.

فهل يدرك قادة السودان الدرس قبل أن يكون الثمن أكبر بكثير؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock