أخبار مصر

السوشيال ميديا والحضارة المصرية القديمة: منصة عالمية لترويج التراث

 
كتبت /منى منصور السيد

شهدت نقابة اتحاد الكتاب ندوة فريدة من نوعها بعنوان: “السوشيال ميديا والترويج للحضارة المصرية القديمة”تحت رعاية الدكتور علاء عبد الهادي، رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر.

لم تكن هذه مجرد فعالية ثقافية عابرة، بل كانت فرصة للتأمل في كيفية استثمار أدوات العصر الحديث في خدمة أحد أقدم وأعرق التراثات الإنسانية. الندوة التي نظمتها لجنة الحضارة المصرية القديمة برئاسة الأستاذ عبد الله مهدي، جمعت بين الأكاديميين والمتخصصين والممارسين، لتقديم رؤية شاملة حول التحديات والفرص التي يتيحها الفضاء الرقمي في نشر الوعي بالتراث المصري.

الندوة استضافت نخبة من الشخصيات المتخصصة التي قدمت رؤى عميقة حول هذا الموضوع. الدكتور خالد سعد، مدير عام آثار ما قبل التاريخ، حذر من أن السوشيال ميديا هي ساحة معركة عالمية، وأنه يوجد فيها من يعمل ضد الحضارة المصرية بنفس القدر الذي يوجد فيه من يعمل لأجلها.

وأكد على أن صانع المحتوى الواعي لا يقل دوره عن الجندي في الميدان، وشدد على أهمية التقصي عن صحة المعلومات قبل نشرها، لأن مشاركة المحتوى الخاطئ تخدم جهات تسعى لتشويه الحضارة المصرية.

وطالب بضرورة أن تقوم المؤسسات الرسمية، مثل وزارة التربية والتعليم وهيئة تنشيط السياحة، بدورها بشكل أكثر فاعلية، وتجاوز البيروقراطية التي تجعل جهود الأفراد تسبق جهود المؤسسات. كما دعا إلى ضرورة تصنيع تكنولوجيا خاصة بنا، مستشهدًا بالصين التي تعتمد على نفسها، واليابان التي تحافظ على هويتها من خلال التمسك بتراثها.

السوشيال ميديا والحضارة المصرية القديمة: منصة عالمية لترويج التراث

من جانبه، قدم الدكتور محمد غنيم، وكيل كلية الفنون الجميلة، مقاربة فريدة لوصف الحضارة المصرية بأنها “أثمن سلعة في الوجود”. وأكد على أننا نمتلك كنزًا ماديًا وغير مادي (الفكر والأخلاق)، يتوجب علينا فهم قيمته وكيفية تسويقه بصورة جاذبة علميًا. روى الدكتور غنيم قصصًا عن تقدير الأوروبيين للحضارة المصرية، مما يؤكد على أن هذا التراث يمتلك مكانة خاصة في الوعي العالمي. وناشد الشباب بأهمية استخدام الصور ومقاطع الفيديو القصيرة والطويلة، التي تستند إلى أسس علمية سليمة، لأنها تساهم بشكل مباشر في زيادة الجذب السياحي والدخل القومي.

الأستاذة إسراء سعد، نائب رئيس فريق “أحفاد الحضارة المصرية”، شاركت الحضور تجربتها مع الفريق منذ تأسيسه قبل أربع سنوات. سلطت الضوء على جهود الشباب في تقديم محتوى متخصص وغير هادف للربح، من خلال مقالات وفيديوهات تثقيفية. وأكدت على أهمية الاستمرارية والشغف في هذا العمل، وحذرت من خطورة الرسائل السلبية التي تستهدف مناطق بعينها مثل أسوان والنوبة.

تعددت المداخلات الثرية التي أضافت أبعادًا جديدة للنقاش. الإعلامي عاصم عبد الفتاح أشار إلى أهمية دور المتخصصين في تصحيح المعلومات، وضرورة تعزيز ثقافة المتاحف في مصر. الباحث أحمد عبد الرؤوف أكد على الدور الإيجابي للسوشيال ميديا في توثيق الآثار. بينما تحدثت الباحثة زينب عوض عن أن السوشيال ميديا هي سلاح ذو حدين، وأن المستخدم هو من يحدد إيجابية استخدامه أو سلبيته. من جهتها، قدمت الكاتبة عزة أبو العز مقترحات عملية، داعية إلى عقد ورش عمل للأطفال، ودعوة رؤساء تحرير مجلات الأطفال لتقديم محتوى مرئي ومكتوب يتناسب مع الترويج للحضارة المصرية للأجيال الجديدة.

الندوة لم تكتفِ بتحليل الواقع، بل قدمت خارطة طريق واضحة للمستقبل. وأكدت على أن الترويج للحضارة المصرية ليس مجرد واجب وطني، بل هو مسؤولية أخلاقية تليق ببلد كان وما زال “درة تاج العالم”. وفي الختام، كرم الأستاذ عبد الله مهدي المتحدثين الذين أثروا الندوة بما قدموه من معلومات قيمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock