أخبار مصر

السيسي في الرياض : زيارة استراتيجية في توقيت فارق

جريدة الصوت

 

بقلم احمد شتيه

 باحث فى الشأن الاستراتيجي والامن القومى 

 

وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم إلى العاصمة السعودية الرياض بدعوة رسمية من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في زيارة تحمل دلالات استراتيجية بالغة الأهمية، سواء من حيث توقيتها أو أهدافها، وسط تطورات إقليمية ودولية متسارعة.

 

تأتي الزيارة في لحظة حساسة تشهد فيها المنطقة تحديات سياسية وأمنية واقتصادية، بدءًا من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، مرورًا بالملفات الإقليمية الساخنة، وصولًا إلى التحديات العالمية في مجالات الطاقة والتجارة. ومن هنا فإن لقاء السيسي وبن سلمان يُتوقع أن يتجاوز كونه لقاءً بروتوكولياً إلى كونه محطة تنسيق ورسم ملامح لمرحلة جديدة في العلاقات المصرية السعودية.

 

تهدف هذه الزيارة بالأساس إلى تعزيز التنسيق الثنائي في القضايا السياسية والأمنية، ودفع الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين إلى آفاق أوسع، فضلًا عن التشاور حول الملفات الإقليمية، وعلى رأسها استقرار المنطقة العربية والأوضاع في غزة واليمن، والتحديات التي تواجه حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

 

ومن اهم الملفات المطروحة فى المباحثات بين السيسي وبن سلمان ملف القضية الفلسطينية ومن المتوقع أن تشهد الزيارة اتفاقًا على تعزيز التعاون الدبلوماسي داخل المحافل الدولية، والتنسيق مع الأطراف العربية المؤثرة لرفض أي محاولات إسرائيلية لفرض حلول أحادية أو تهجير قسري للفلسطينيين.

كما تسعى القاهرة والرياض إلى الدفع باتجاه إعادة الاعتبار للمبادرة العربية للسلام، ومواجهة محاولات تل أبيب فرض واقع جديد يتعارض مع قرارات الشرعية الدولية.

 

التحالف المصري السعودي في هذه المرحلة يمثل ركيزة أساسية للتصدي لمخططات إسرائيل التوسعية، ليس فقط عبر البيانات السياسية، بل من خلال تحركات عملية على المستوى الدبلوماسي والاقتصادي، بما يضع حدًا للانتهاكات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني

النتائج المتوقعة

 

كما من المتوقع أن تسفر المباحثات عن خطوات عملية لتعزيز التعاون الاقتصادي، سواء عبر زيادة الاستثمارات السعودية في مصر، أو دعم الشراكات في مجالات الطاقة المتجددة والمشروعات التنموية الكبرى.

كما يُرجح أن تشهد الزيارة اتفاقًا على آلية أعمق للتنسيق السياسي في مواجهة التحديات الإقليمية، بما يحافظ على استقرار المنطقة ويعزز الأمن القومي العربي.

 

تحمل الزيارة رسالة واضحة مفادها أن القاهرة والرياض ماضيتان في تعزيز تحالفهما الاستراتيجي، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين للأمن والاستقرار في المنطقة.

ومن شأن هذه الزيارة أن تُعيد التأكيد على متانة العلاقات بين البلدين، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الشراكة المتوازنة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الأمني.

 

في ضوء الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، يمكن القول إن زيارة الرئيس السيسي إلى السعودية ليست مجرد زيارة رسمية، بل خطوة مدروسة لتثبيت أركان التعاون المصري السعودي، وتعزيز الاصطفاف العربي في مواجهة التحديات، الأمر الذي يجعل نتائجها محط أنظار المتابعين إقليميًا ودوليًا.

 

كما ان الزيارة تعكس وعيًا مصريًا سعوديًا بضرورة التحرك السريع لحماية الحقوق الفلسطينية، ومنع محاولات إسرائيل لفرض التهجير أو تكريس الاستيطان. وإذا ما نجحت القاهرة والرياض في توحيد الصف العربي، فإن ذلك سيشكل جدار صد حقيقي أمام المخططات الإسرائيلية، ويعيد الزخم إلى القضية الفلسطينية كأولوية على أجندة العالم العربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock