
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية التربوية والتعليمية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي أن الصلاة زكاة للنفس وطهارة للعبد، وتصلح أهلها وتذهب عنهم الخطايا، حيث قال عليه الصلاة والسلام “أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا لا يبقى من درنه شيء، قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا” متفق عليه، وبالزكاة والصدقة نقاء النفوس وزكاؤها.
والنجاة من النار جزاء من زكّى نفسه بماله، والصوم وقاية من آفات النفوس وشرورها ووجاء لأهله من الفواحش، وفي الحج تزكو النفوس، والمقبول من الحجّاج يعود طاهر النفس كيوم ولدته أمه، حيث قال عليه الصلاة والسلام “من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه” متفق عليه، وإن من مبادئنا الأصيلة ومن تعاليم ديننا الجليلة أن نفخر بهذا الدين ونتشرف بأن جعلنا مسلمين وأنزل إلينا أحسن كتبه وهو القرآن الكريم وأرسل إلينا أفضل رسله وهو محمد صلى الله عليه وسلم، فلا تخافوا ولا تضعفوا وأنتم الأعلون مبدأ الأعلون منهجا الأعلون سندا فمبدؤكم المبدأ الأصيل وقرءانكم الكتاب الجليل وسندكم الرب الفضيل فكيف يهن ويضعف من كان الله سنده ومولاه وكيف يهن ويضعف من كان محمد رسول الله قدوته ورسوله، وإن الشرف كل الشرف، والقوة كل القوة.
ليست في الدور ولا القصور ولا الأموال ولا في الهيئات، فالشرف والعز أن تكون عبدا لرب الأرض والسماوات، ومما زادني شرفا وذخرا وكدت بأخمصي أطأ الثريا، دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيرت أحمد لي نبيا، فما أحسن القوة في الحق تنطلق برد وسلاما لرد المظالم وإقامة الحدود و لا يعرف أهمية هذه القوة الا من عاش تحت وطأة الطغيان دهرا طويلا، وما أحسن القوة يوم ترشد الضال وتدل الحيران وتشجع الجبان، وما أجمل القوة عندما تحق الحق وتبطل الباطل وهي القوة التي أمر بها الإسلام، وإن دين الإسلام هو دين الخلق العظيم، والأدب الجمّ الكريم، يربط بين أفراده بروابط قويمة، ويدلهم على سبل الود المستقيمة، ويسعى إلى تربية المسلم على التعايش الجماعي النظيف، والعيش السلمي الشريف ويزرع في نفس المسلم حب إخوانه المسلمين والاقتراب منهم.
ويقلع من داخله الحقد والبغضاء تجاههم، وإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار، فالحياة الآمنة لا تدعو الشخص إلى متابعة نشرات الأخبار واحدة تلو الأخرى، فالسلام هو الحياة بعينها، فلن يعرف معنى السلام ويحسّ بحلاوته إلا من عاش ويلات الحرب، فعاين الدماء والقتل والجوع والتهجير ورفض الجميع من احتضانه فالجميع يستطيع الحرب، لكن ليس الجميع يستطيع السلام فهو يحتاج إلى قلب رؤوم وفكر نافذ وبصيرة حية فعندما يبحث الرجل في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجده، وقد أبرم مع المشركين عقدا وحلفا للسلام في صلح الحديبية وكان صلحا مع المشركين في شروط جائرة للمسلمين، ومع هذا قبل بها صاحب العقل المتوقد عليه الصلاة والسلام، فدائما يجب الجنوح إلى الحلول السياسية التي تكف دماء المسلمين فالخاسر الأكبر في لعبة الحرب.
هو الإنسان الذي يخسر نفسه ومكانته ووطنه وكرامته حتى يصل به الأمر لأن يكون متسولا على قارعة الطريق يستجدي شفقة الجميع، فيدفع ثمن فاتورة لم تكن له يد فيها لكنها الحرب، وإن السلام يفتح باب الازدهار والتطور للبلد فعندما تتوافر أسباب الراحة يجد الإنسان نفسه وقد طور العمران والسياحة والعلم والتكنولوجيا، أما في الحرب فإنه يقف عاجزا حتى عن تأمين نفسه وأطفاله وعائلته كلها، وقد بعث الرسول صلى الله عليه وسلم رسول أمن وسلام فكان يبعث برسله إلى البلد فإما يسلموا أو القتال، فعندما يسلموا يكف الرسول يده عنهم فقط الإسلام وبعدها كفى الله المؤمنين شر القتال.



