الطب مهنة نبيلة منذ فجر التاريخ وما زال الطبيب رمزًا للرحمة والإنسانية لكن مع التطورات الحديثة أصبحت بعض الأصوات تخلط بين الطب كمهنة ورسالة إنسانية والطب كأداة للربح بينما الحقيقة أن جوهر المهنة هو خدمة البشر قبل كل شيء.
1. الطب رسالة قبل أي وظيفة
الطب ليس مجرد وصفة أو إجراء بل هو حمل مسؤولية حياة إنسان آخر المرضى يأتون إلى الطبيب في أشد لحظات ضعفهم من الألم الجسدي والخوف من الموت والقلق النفسي
وهنا يظهر الفرق بين من يرى الطب وظيفة ومن يرى الطب رسالة حياة.
2. الإنسانية في قلب المهنة
الجانب الإنساني يشمل:
التعاطف مع المريض واحتياجاته النفسيةو الإستماع بصدق قبل أي إجراء طبي وتقديم المشورة والنصيحة لمصلحة المريض أولًا والتعامل بكرامة وإحترام مع كل من يعبر عن خوفه أو ضعفه
إبتسامة الطبيب أحيانًا تعادل الدواء نفسه وكلمة طمأنة قد تخفف الألم أكثر من أي دواء.
3. الطب ليس سلعة
للأسف بعض الأماكن تُحوّل الطب إلى تجارة من حيث رفع أسعار الفحوصات والأدوية بلا سبب وتوجيه المرضى لإجراءات غير ضرورية والنتيجة التركيز على الأرباح أكثر من حياة المريض
هذه الممارسات تخالف أخلاقيات المهنة وتبعد الطب عن جوهره الإنساني.
4. أخلاقيات المهنة… الدرع الحامي
أخلاقيات الطب تضمن:
إحترام حياة المريض وخصوصيته وتقديم العلاج حسب الحاجة وليس المال والصدق مع المريض حول حالته وخياراته وتقديم المساعدة حتى لمن لا يستطيع الدفع.
هذه المبادئ ليست كلمات على الورق بل هي صمام أمان يحمي المجتمع والطبيب نفسه.
5. أمثلة حقيقية على الإنسانية في الطب
هناك أطباء يظلون مع مرضاهم ساعات طويلة بلا مقابل ويزورون المنازل ويقدمون نصائح صادقة ويخففون الألم النفسي قبل الجسدي.
هذه الأمثلة تُظهر أن الطب الحقيقي هو إنقاذ الأرواح قبل أي ربح مالي.
6. التحديات المعاصرة
الضغوط الإقتصادية على المستشفيات وإرتفاع تكاليف التعليم الطبي وإنتشار الإعلانات التجارية للأدوية والعلاجات.
كل هذه الظروف قد تغري بعض الأطباء بالنسيان لكن الطبيب الواعي يظل متمسكًا برسالته الإنسانية مهما كانت الظروف.
وفي النهاية
مهنة الطب ليست تجارة بل رسالة إنسانية عظيمة.
الطبيب يعطي الحياة ويخفف الألم ويزرع الأمل.
المال جزء من الحياة لكنه لا يجب أن يكون جزءًا من العلاج.
الطب الحقيقي هو خدمة الإنسان قبل أي حساب وعمل من القلب قبل أي ربح.