
كتب أشرف ماهر ضلع
لا شك أن الدماغ هو أحد أكثر أعضاء الجسم تعقيدًا، حيث يعالج كميات هائلة من المعلومات يوميًا. لكن مع التقدم في العمر، تبدأ وظائفه الإدراكية بالتراجع، إذ كشف العلماء أن هذا الانخفاض قد يبدأ مبكرًا عند سن 27 عامًا.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد أمين إيديلوف، مؤسس خدمة الصحة العقلية بالذكاء الاصطناعي، أن الأشخاص الذين يعملون في بيئات تتطلب جهدًا ذهنيًا مكثفًا – مثل رجال الأعمال، الأطباء، العلماء، المبرمجين، والمعلمين – معرضون بشكل خاص للإرهاق العقلي، مما يستوجب إعادة تنشيط الدماغ بانتظام.
خمس طرق لتعزيز الأداء الذهني
1. النشاط البدني المنتظم
يشير الخبراء إلى أن ممارسة الرياضة، مثل الجري أو المشي السريع أو اليوغا، تحسن تدفق الدم إلى الدماغ، مما يزيد من مقاومته للإجهاد، ويحسن الذاكرة والتركيز. حتى الأطفال الذين يمارسون الرياضة يحققون نتائج أكاديمية أفضل، ما يؤكد أهمية النشاط البدني لصحة الدماغ.
2. النوم الجيد
رغم الاعتقاد السائد بأن النوم هو وقت الراحة المطلقة للدماغ، فإنه في الواقع يستمر في معالجة المعلومات وتنظيف نفسه من السموم. قلة النوم تؤدي إلى تراجع التركيز وزيادة التوتر، لذا يوصي الخبراء بالحصول على 7-8 ساعات من النوم عالي الجودة يوميًا.
3. التوازن العاطفي
تؤثر المشاعر بشكل مباشر على وظائف الدماغ؛ فالحالة النفسية الإيجابية تعزز الإبداع وسرعة معالجة المعلومات، بينما يؤدي القلق والاكتئاب إلى ضعف التركيز والذاكرة. أما التوتر المعتدل، فقد يكون محفزًا للدماغ قبل أداء المهام الصعبة.
4. التمارين الذهنية
تساعد التمارين العقلية، مثل ألعاب الذاكرة وربط الأرقام تصاعديًا أو تنازليًا، في الحفاظ على قوة الدماغ حتى مع التقدم في العمر. في الأصل، طُوّرت هذه التمارين لعلاج مرضى الاضطرابات العصبية، لكنها أثبتت فعاليتها أيضًا في تحسين الأداء العقلي لدى الأصحاء.
5. القيام بمهام غير تقليدية
التعلم المستمر وتحفيز العقل بأنشطة جديدة يعزز مرونة الدماغ. على سبيل المثال، يُظهر سائقو سيارات الأجرة، الذين يعتمدون على ذاكرتهم في تحديد الطرق بدلًا من تطبيقات الملاحة، معدلات أقل للإصابة بمرض ألزهايمر. حتى التغييرات البسيطة، مثل استخدام اليد غير المعتادة في تنظيف الأسنان أو اختيار طريق جديد للعمل، يمكن أن تحفز الوظائف الإدراكية.
في النهاية، الحفاظ على صحة الدماغ لا يتطلب معجزات، بل مجرد إدخال عادات بسيطة إلى الروتين اليومي يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في تعزيز القدرات العقلية وتأخير التدهور الإدراكي.