عربي وعالمي

الغواصة النووية أوسكار سلاح روسى صامت يعيد رسم ميزان القوة البحرية

كتب/ أيمن بحر 

 

تعد الغواصة النووية أوسكار واحدة من أخطر منصات الردع البحرى فى العالم إذ لم تصمم كغواصة تقليدية للمطاردة بل كوحش استراتيجى هدفه الأساسى تحييد مجموعات حاملات الطائرات العملاقة وتمثل أوسكار واحدة من أضخم الغواصات النووية الهجومية بطول يقارب مئة وخمسة وخمسين مترا وإزاحة تتجاوز تسعة عشر ألف طن وتعتمد على مفاعلين نوويين يتيحان لها البقاء تحت الماء لأشهر طويلة دون الحاجة إلى الطفو

 

وتكمن خطورة أوسكار الحقيقية فى قوتها الضاربة حيث تحمل أربعة وعشرين صاروخ كروز مضادا للسفن تطلق في هجوم واحد كثيف بسرعة تفوق ضعفى سرعة الصوت وبمدى يتجاوز ستمائة كيلومتر وهو ما يخلق حالة تشبع دفاعى قادرة على تعطيل أنظمة الدفاع الجوى لأى مجموعة بحرية فى وقت قصير

 

وتدعم هذه القوة الصاروخية بترسانة من الطوربيدات الثقيلة والذخائر المضادة للغواصات إلى جانب قدرتها على الاشتباك من مسافات بعيدة دون الحاجة إلى الاقتراب من الهدف كما تتمتع الغواصة بدرجة عالية من التخفى بفضل التصميم مزدوج الهيكل وأنظمة السونار والكشف والتشويش المتقدمة إلى جانب عمق الغوص الكبير والسرعة العالية تحت الماء ما يجعل اكتشافها أو تدميرها مهمة بالغة الصعوبة

 

وصممت أوسكار للانتظار والمراقبة حتى دخول مجموعات حاملات الطائرات نطاق عملها لتطلق بعدها قوة نارية قادرة على تغيير ميزان المعركة خلال دقائق ولهذا تصنفها روسيا رسميا كغواصة متخصصة فى تحييد حاملات الطائرات ورغم دخول فئات أحدث الخدمة لا تزال أوسكار حاضرة بقوة فى معادلة الردع البحرى

 

ويظل وجود هذه الغواصة فى أعماق البحار رسالة واضحة مفادها أن أي حاملة طائرات لا بد أن تحسب حساب قدرتها الردعية قبل التحرك ما يفتح الباب أمام تساؤلات متزايدة حول مستقبل الحاملات العملاقة فى مواجهة وحوش الأعماق النووية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock