شهدت منطقة الفسطاط تحولًا حضاريًا كبيرًا أعاد إليها مجدها بعد سنوات من الإهمال حيث كانت المنطقة في وقت سابق عبارة عن مكب نفايات وعشوائيات ومقلب للحيوانات رغم أهميتها التاريخية كأقدم عاصمة للقاهرة ومركز فريد لمواقع دينية وأثرية بينها جامع عمرو بن العاص ومعبد بن عزرا اليهودي وكنائس مصر القديمة.
ومع انطلاق خطط التطوير الشامل تغير المشهد بالكامل لتصبح الفسطاط مدينة متكاملة للتراث والسكن اللائق والفنون والحدائق الواسعة التي تمثل متنفسًا للقاهرة التاريخية وبرزت حدائق الفسطاط كأحد أبرز مشاريع التطوير حيث تضم مساحات خضراء ممتدة ومسارات للجري وركوب الدراجات ومناطق ترفيه للأطفال وحديقة عامة واسعة وقطارًا ملونًا مع استمرار عمليات التطوير التي من المقرر اكتمالها بداية 2026 .
وشهدت المنطقة انطلاقة مهرجان الفسطاط الشتوي في مشهد مبهر جمع بين عرض موسيقي للفنان عمر خيرت وحضور رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي وعدد من الوزراء والجماهير ليعكس عودة الروح إلى قلب القاهرة القديمة .
كما مثّل افتتاح متحف الحضارة المصرية وتطوير بحيرة عين الصيرة بداية فعلية لعملية إنقاذ حضاري تعد الأكبر في تاريخ القاهرة بعد إزالة العشوائيات والنفايات التي تراكمت لسنوات طويلة وانطلاق مشروع تلال الفسطاط الذي حوّل المنطقة إلى أكبر حديقة مركزية في الشرق الأوسط تمتد على مساحة نحو 500 فدان ببنية تحتية حديثة تشمل محاور مرورية جديدة ومحطة متطورة لمعالجة مياه الصرف لاستخدامها في ري الحدائق .
واعتبر رئيس الوزراء أن المشروع يستهدف استعادة المجد التاريخي للقاهرة القديمة وتوفير متنفس أخضر للمواطنين والسياح وتكاملت عملية التطوير مع المعالم المحيطة مثل متحف الحضارة وبحيرة عين الصيرة وساحة مسجد عمرو بن العاص والكنائس والمعابد القديمة لتصبح الفسطاط وجهة سياحية وثقافية متكاملة تجمع بين العراقة والتطوير كما أعلنت الحكومة خلال المهرجان إطلاق مشروع متكامل للحرف اليدوية بالتعاون مع مؤسسة متخصصة في الحلي لتأسيس مركز لتعليم صناعة الحرف التراثية المصرية بما يعزز التواصل الحضاري ويحقق استفادة اقتصادية وثقافية من عملية التطوير الشامل التي باتت نموذجًا في استعادة التاريخ وإحياء المكان بروح جديدة
