دين ومجتمع

الفضائل الدينية والدنيوية بين الرجال والنساء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم أما بعد يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله القرآن، فهو يقرؤه آناء الليل وآناء النهار” وقال في الذي رأى من ينفق ماله في طاعة الله، فقال ” لو أن لي مالا، لفعلت فيه كما فعل، فهما في الأجر سواء” وإن كانت دنيوية، فلا خير في تمنيها، وأما قول الله عز وجل ” ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم علي بعض ” فقد فسر بتمني ما هو ممتنع شرعا أو قدرا كتمني النساء أن يكن رجالا، أو يكون لهن مثل ما للرجال من الفضائل الدينية كالجهاد، والدنيوية كالميراث، والعقل والشهادة ونحو ذلك.

 

وقيل إن الآية تشمل ذلك كله، ومع هذا كله، فينبغي للمؤمن أن يحزن لفوات الفضائل الدينية ولهذا أمر أن ينظر في الدين إلى من فوقه، وأن ينافس في طلب ذلك جهده وطاقته، فهذا هو رسول الله المصطفي صلى الله عليه وسلم الذي كانت رحمتة صلي الله عليه وسلم بأمته كبيرة واسعة ولا ريب في ذلك لأنها الهدف الذي أرسل به وله صلي الله عليه وسلم حيث قال الله تعالى ” لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ” ومن مظاهر رحمته صلي الله عليه وسلم بأمته لضعفها يفرض الله عليه خمسين صلاة فما يزال أمتي أمتي حتى تخفف هذه الصلاة إلى خمس رحمة بأمته، ويأمره جبريل عليه السلام أن يقرئ أمته على حرف فيقول صلي الله عليه وسلم إن أمتي لا تطيق ذلك، فيقول أقرئهم على حرفين حتى أوصله إلى سبعة أحرف.

 

فإنها الرحمة التي أسكنها الله القلوب، وفرج بها الغموم والهموم عن كل مهموم ومنكوب، إنها الرحمة التي يرحم الله بها الرحماء ويفتح بها أبواب البركات والخيرات من السماء، فيجب على كل فرد أن يرحم كل من هو تحت يده وليعلم أن الله أقدر عليه منه، كما يجب على الجميع الرحمة بالطيور والدواب ولنترك عاداتنا القبيحة في تعذيبها فعن ابن مسعود قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجته، فرأينا حُمّرة أي عصفورة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمّرة فجعلت تفرّش، فجاء صلى الله عليه وسلم فقال” من فجع هذه بولدها؟ ردّوا ولدَها إليها” ويجب على كل من رأى أحداً من ذوي الاحتياجات الخاصة أن يقضي حاجته ويرفق به، فعن أنس رضي الله عنه أن امرأة كان في عقلها شيء، فقالت يا رسول الله إن لي إليك حاجة، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم.

 

” يا أم فلان انظري أي السكك شئت حتي أقضي لك حاجتك، فخلا معها في بعض الطرق حتي فرغت من حاجتها” رواه مسلم، وإن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يهدى إليه أحيانا الطعام من بيت إحدى أمهات المؤمنين في بيت الأخرى، فحدث ذلك بالفعل، أن أهدت بعض أمهات المؤمنين طبقا فيه حلوى للنبي صلى الله عليه وسلم في ليلة السيدة عائشة رضي الله عنها وإذا بعائشة تتحرك الغيرة عندها، فتقوم إلى الطبق، فتكسره، فلم يغضب النبي عليه الصلاة والسلام لهذا الأمر لأنه علم التكوين الفطري للمرأة، والتكوين الفطري للنساء، وأنه حينما تتحرك الغيرة عندهن يفعلن مثل هذه الأمور، فقام النبي صلى الله عليه وسلم، ورأى طبقا فيه طعام عند السيدة عائشة، فأخذ طبقا مكان الطبق، وأهدى إلى إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم رد إليها الهدية بهدية.

 

ثم قال “غارت أمكم، غارت أمكم، وطبق بطبق، وطعام بطعام” فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج الأمور، لم يكن النبي ينتظر أن تخطئ المرأة خطأ، فيقوم عليها بالسب والضرب، والإهانة واللوم، والعتاب الشديد، ويظهر الكآبة والحزن والخصام، لا، لا، وقيل أنه قد اتفقت أم المؤمنين السيدة عائشة مع أم المؤمنين السيدة حفصة أن يقولا للنبي صلى الله عليه وسلم أنك أكلت طعاما عندها، وأن هذا الطعام رائحته غير طيبة، قال “والله ما أكلت إلا عسلا” قالت رائحتك رائحة مغافير، فحلف النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يشرب العسل إرضاء لهن، وإذا بالعتاب ينزل من الله عز وجل كما جاء في سورة التحريم ” يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله

غفور رحيم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock