مقالات وآراء

الفوضى الخلاقة مستمرة لحين تحقيق اهدافها

جريدة الصوت المصرية

منذ اعلان نظرية الفوضى الخلاقة بعد احتلال العراق في عام 2003 كانت الشكوك وما تزال تشار حول طرح هذا المشروع والذي أدى لدخول المنطقة في حالة عدم استقرار واحداث تغييرات واضحه في موازين القوى الإقليمية لتهيئتها لصرعات أثنية قومية مذهبية طائفية بين شعوبها واستغلالها في تحقيق مشاريع المروجين لتلك النظرية والتي لا تهتم مطلقاً بمصالح أبناء المنطقة ، حيث سوق هؤلاء المروجين على أن الهدف منها هو الانتقال بالمنطقة لواقع جديد يواكب العالم المتطور في كافة جوانبه السياسية والثقافية والاقتصادية ،الا ان الحقيقة أنه تم استغلال ما افرزته تلك الفوضى لصالح قوى اجنبية وليس لصالح شعوبهاثم تم استغلال الأوضاع التي طرأت على الدول التي وصل اليها الربيع العربي لتنفيذ ذات المشروع حيث نجد نظرية الفوضى الخلاقة تواكب أي حدث وتستغله لتحقيق أهدافها وما نسمعه اليوم من اليمين المتطرف في إسرائيل “الشرق الأوسط الجديد” لا يخرج عن هذا السياق فكل ما يعني أصحاب تلك النظرية هي الهيمنة الإسرائيلية والتحكم بمقدرات المنطقة بكلالطرق والوسائل الممكنة ومنها احياء الصراعات الاثنية والمذهبية والطائفية وازكاء نارها لأجل تنفيذ مشروعها ،

فنظرية المتطرفين في إسرائيل تتسم بالعنصرية والفوقية وبانهم فوق البشر وان سكان فلسطين العرب ليسوا بشر وايضاً سكان المنطقة العربية ويتم ترويج لهذه الأفكار بالاعتماد على الحالة التي وصلت اليها المنطقة من صراعات بين شعوبها وانهم ليسوا أهل لقيادة دولهم وان إسرائيل المتطورة علمياً واقتصادياً هي القدوة والقادرة على الانتقال بالمنطقة الى مصاف الدول المتطورة في حين ان الدمار الذي لحق بدول المنطقة منذ خمسون عاماً كان بفعل مروجين نظرية الفوضى الخلاقة والشواهد حاضرة فالأكاذيب التي تم تسويقها لاحتلال العراق بوجود أسلحة الدمار الشامل خير دليل على كذبهم ، فأن دول المنطقة وشعوبها امام لحظة تاريخية مصيرية تستدعي اتخاذ خطوات كبيرة تتناسب مع خطورة المرحلة وبأسرع وقت لتجنيب شعوبها المزيد من الدمار فالصراعات بينها تساعد أصحاب نظرية الفوضى الخلاقة على تحقيق مشاريعهم بكل سلاسة وسهولة بل ويحرصون على استمرار هذه الصراعات وتوظيفها حيث ان قاعدة سياساتهم تجاه جميع الدول وخاصة منطقتنا إدارة الخلافات والتحكم بها، فالخلافات كانت موجودة دائماً بين الدول إلا أنها استطاعت حل خلافاتها بالحكمة والحوار واستطاعت ان تحقق نجاحات كبيرة في جميع المجالات ولنا في دول شرق أسيا والاتحاد الأوروبي مثال يحتذى ، حيث تمتلك دول المنطقة إمكانيات هائلة يمكن توظيفها في تحقيق تكامل اقتصادي يحقق لشعوبها كل الازدهار والتقدم، أما في حال استمرار هذه الخلافات والصراعات فأن دول المنطقة لن تحقق سوى المزيد من الدمار والخراب وسوف تكون مسئولة امام التاريخ عن ضياع حقوق شعوبها.

        المستشار/  أسعد محمود الهفل

عادل سعد عبيد

رئيس مجلس إدارة شبكة الصوت الإخبارية ورئيس تحرير موقع وجريدة الصوت المصرية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock