عربي وعالمي

القاهرة سلسلة من الإصلاحات الجوهرية داخل حركة فتح والسلطة الفلسطينية

جريدة الصوت

كتبت مرفت عبد القادر

 أعلن الرئيس الفلسطينى محمود عباس خلال القمة العربية فى القاهرة

فى خطوة غير متوقعة عن سلسلة من الإصلاحات الجوهرية

داخل حركة فتح والسلطة الفلسطينية.

تضمنت هذه الإصلاحات إصدار عفو عام عن المفصولين من فتح واستحداث منصب نائب لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية

إلى جانب الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية عند توفر الظروف الملائمة.

المتحدث باسم حركة فتح إياد أبو زنيط اعتبر هذه الخطوات

بمثابة توحيد للبيت الداخلى الفلسطينى مؤكداً أن وحدة حركة فتح

تعني وحدة الحالة الفلسطينية ككل.

وأضاف أن هذه الإصلاحات تأتى فى سياق تحصين الساحة الداخلية الفلسطينية

أمام الهجوم الإسرائيلى والمؤامرات الخارجية

رغم الترحيب الذى لاقته هذه القرارات إلا أن هناك تساؤلات حول مدى قدرتها

على تجاوز العقبات الراهنة خاصة فى ظل الانقسامات الداخلية

التى تعانى منها فتح منذ سنوات.

وفى هذا السياق أشار الوزير السابق فى السلطة الفلسطينية سفيان أبو زايدة

إلى أن أى خطوة تسهم فى توحيد حركة فتح وتعزيز قدراتها

لمواجهة التحديات الكبيرة التى تواجه الشعب الفلسطينى هى خطوة مرحب بها.

لكنه شدد أيضاً على أن الوضع الفلسطينى فى غاية الخطورة

خاصة فى ظل التصعيد الإسرائيلى المتواصل فى الضفة الغربية.

وأضاف أن أى إصلاحات لن تكون ذات جدوى ما لم يتم التعامل مع التحديات

السياسية والأمنية والاقتصادية التى تواجه الفلسطينيين

من بين الأسئلة المطروحة عقب هذه الإصلاحات هو مصير الشخصيات

المفصولة من حركة فتح وما إذا كان بعضهم سيعودون إلى مناصب قيادية.

إياد أبو زنيط أوضح أن القرار لا يتعلق بأسماء معينة بل يشمل جميع المفصولين

مؤكداً أن العودة ستكون وفق إجراءات تنظيمية وقانونية.

أما عن الأدوار المستقبلية فقد رفض سفيان أبو زايدة الخوض فى الحديث عن شخصيات بعينها

مشدداً على أن القضية ليست بحثاً عن مواقع أو امتيازات وإنما تتعلق بتوحيد الجهود

لمواجهة التحديات المصيرية التى تواجه الشعب الفلسطينى.

واحدة من أبرز النقاط فى خارطة الإصلاحات التى أعلنها عباس هى الدعوة لإجراء انتخابات عامة رئاسية

وتشريعية وهى خطوة يرى البعض أنها ضرورية

لإعادة الشرعية للنظام السياسى الفلسطينى.

لكن هذه الدعوة تظل مشروطة بتوفر الظروف الملائمة

وهو ما يثير الشكوك حول إمكانية تنفيذها فى المستقبل القريب.

وفى هذا الصدد قال أبو زنيط: الكل اليوم يقدر المصلحة الوطنية الفلسطينية العليا وهناك توجه للعمل الجماعى لإنجاح هذه المرحلة.

لكنه أقر فى الوقت ذاته بأن الطريق إلى الانتخابات ما زال محفوفاً بالتحديات

خاصة فى ظل الانقسام الفلسطينى.بينما يرى البعض أن قرارات عباس تشكل خطوة فى الاتجاه الصحيح،

يرى آخرون أنها تأتى متأخرة وقد لا تكون كافية لمعالجة التصدعات العميقة داخل حركة فتح والسلطة الفلسطينية.

فإعلان إصلاحات دون آليات واضحة لتنفيذها قد لا يكون كافياً

لتحقيق تحول حقيقى فى المشهد السياسى الفلسطينى.

سفيان أبو زايدة رغم ترحيبه بالقرارات شدد على أن المشكلة الأساسية

لا تكمن فقط فى إعادة بعض القيادات إلى فتح بل فى ضرورة وضع رؤية استراتيجية شاملة

لمواجهة التحديات التى تعصف بالقضية الفلسطينية.

كما حذر من أن أى إصلاحات شكلية لن تكون ذات تأثير إذا لم تُترجم إلى خطوات ملموسة على الأرض

فى ظل هذه المعطيات تبقى التساؤلات مفتوحة حول مدى قدرة عباس على تنفيذ هذه الإصلاحات بشكل فعال وما إذا كانت ستؤدي فعلاً إلى ترميم الثقة داخل فتح وإعادة ترتيب البيت الفلسطينى أم أنها ستظل مجرد وعود فى انتظار التحقق. ما هو واضح أن المشهد السياسى الفلسطيني يدخل مرحلة جديدة لكن نجاح هذه المرحلة سيعتمد على قدرة القيادة الفلسطينية على تجاوز العقبات الداخلية والخارجية وتحويل الإصلاحات من قرارات إلى واقع ملموس.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock