الحمد لله الذي اكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة وجعل امتنا وله الحمد خير أمه وبعث فينا رسولا منا يتلو علينا آياته ويزكينا وعلمنا الكتاب والحكمة وأشهد أن لا إله إلا الله وحدة لا شريك له شهادة تكون لمن اعتصم بها خير عصمة وأشهد أن محمد عبدة ورسوله أرسله للعالمين رحمة وخصه بجوامع الكلم فربما جمع أشتات الحكم والعلم في كلمة أو شطر كلمة صلى الله علية وعلى أله وأصحابه صلاه تكون لنا نورا من كل ظلمة وسلم تسليما، فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل واتقوا يوما الوقوف فيه طويل والحساب فيه ثقيل ثم أما بعد اعلموا أن الدراسة متعة وأنها طريق للنجاح والمرحلة الدراسية من أمتع لحظات الحياة ولا يعرف متعتها إلا من مرّ بها والتحق بغيرها ومتعة التعلم لا تضاهيها متعة في الحياة وخصوصا لو إرتبطت عند صاحبها بالعبادة.
فطالب العلم عابد لله تعالي وما أجمل متعة العلم مقرونا بمتعة العبادة، وأن الدراسة وطلب العلم متعة تنتهي بالنجاح، وتتحول لمتعة دائمة حين تكلل بالنجاح، والناجحون يثقون دائما في قدرتهم على النجاح، والثقة في النجاح يعني دخولك معركة النجاح منتصرا بنفسية عالية والذي لا يملك الثقة بالنفس يبدأ معركته منهزما، واعلموا أن النجاح والتفوق يساوي واحد بالمائة إلهام وخيال، بالإضافة إلي تسع وتسعين بالمائة جهد وإجتهاد، والإلهام والخيال لا يشكل أكثر من واحد بالمائة من النجاح بينما الطريق الحقيقي للنجاح هو بذل الجهد والإجتهاد وإن ما نحصل عليه دون جهد أو ثمن فليس ذي قيمة، واعلموا أن الجهد المبذول هو تسعة أعشار النجاح، وأن هناك إحدي عشر خطوة للإستعداد للمذاكرة وهي أن تخلص النية لله وأن تجعل طلب العلم عبادة.
وتذكر دائما أن التوفيق من الله والأسباب من الإنسان، وعليك أن تحذف كلمة سوف من حياتك ولا تؤجل، وأحذر الإيحاءات السلبية مثل قول أنا فاشل أو المادة صعبة، وثق بتوفيق الله تعالي وابذل الأسباب، وثق في أهمية العلم وتعلمه، وأحذر رفقاء السوء وقتلة الوقت، ونظم كراستك ترتاح مذاكرتك، وأدي واجباتك وراجع يوما بيوم، وتزود بأحسن الوقود وأفضل التغذية أكثر من الفواكه والخضراوات وامتنع عن الأكلات السريعة، ولا تذاكر أبدا وأنت مرهق، ونظم وقتك، وتذكر أن أحسن طريقة لإستغلال الوقت أن تبدأ الآن، وحدد أولوياتك الدراسية وفق الوقت المتاح، وضع جدولا يوميا أو أسبوعيا لتنظيم الوقت والأولويات، واعلم أن تنظيم الوقت :رغبة وإرادة وممارسة وجهد وكل ذلك يساوي متعة، ومن طرق تقوية الذاكرة هو الفهم أولا.
حيث أن الفهم يساعد على الحفظ والتخزين، واستذكر موضوعات متكاملة، والترابط بين ما تستذكر وما لديك من معلومات يقوي الذاكرة، والصحة بشكل عام عامل أساسي لتقوية الذاكرة، من النوم المريح وغذاء متكامل والرياضة البدنية والحالة النفسية التفاؤل والاسترخاء والتعامل مع الناس، وخلق الإهتمام والفرح وحب الإستطلاع والتمعن والتركيز الفكري كلها وسائل لتقوية ذاكرتك، وكما أن تصنيف المواد حسب المواضيع وحسب البساطة والصعوبة يسهل عملية الإستذكار من أجل حفظ متقن، وكما ينبغي عليك أن تصمم على تسميع ما ستحفظ، وإستمع لنفسك، وافهم ثم احفظ، وكما عليك أن تقسم النص إلى وحدات ثم احفظ، ووزع الحفظ على فترات زمنية، وكرر ثم كرر، واعتمد على أكثر من حاسة في الحفظ، وارسم صورا تخطيطية.
ولوّن بعض الرسوم أو الفقرات الرئيسية، ولا تؤجل الحفظ وأسرع إلى الحفظ، وقاوم النسيان ودعم التذكر من الحماس والراحة والتخيل والربط والتكرار والتلخيص المذاكرة قبل النوم، تجنب المعاصي، وكما قال القائل ” شكوت إلى وكيع سوء حفظي، فأرشدني إلى ترك المعاصي “.