مقالات وآراء

المخدرات واضرارها على الفرد والمجتمع

بقلم / محمد نجم الدين وهبى

خلال السنوات الأخيرة تحولت أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع إلى أزمة تهدد الصحة العامة وتتسبب في اهدار قدرات المجتمعات في مختلف أنحاء العالم.

فالمخدرات لا تدمر فقط الأجساد بل تفسد العقول وتشتت الأسر وتؤثر سلبياً بصورة قصوى على المجتمع.

تبدأ طريق الانحدار الى الادمان في بداية  الأمر للفضول أو ضغط من الأصدقاء ليتحول بالتدريج إلى إدمان يفقد الإنسان السيطرة على حياته.

إن أضرار المخدرات النفسية والعقلية لا تقل خطورة عن الأضرار الجسدية حيث تسبب اضطرابات شديدة مثل القلق والفصام والاكتئاب المزمن وتغير السلوك بشكل قد يجعل الشخص يمثل خطراً على نفسه ومن حوله.

وتظهر خطورة المخدرات على المجتمع في ارتفاع نسب الجرائم وانهيار العلاقات الأسرية وزيادة الإنفاق على الرعاية الصحية والسجون.

كما ان هناك جهود كثيفة تبذل من أجل التصدي لهذه الظاهرة من خلال وسائل العلاج من أخطار المخدرات التي تشمل العلاج النفسي والسلوكي وبرامج إعادة التأهيل والدعم الأسري إلى جانب المبادرات التي تهدف الى زيادة الوعي والتي تمثل اهمية كبيرة في الوقاية من الإدمان قبل حدوثه.

تختلف أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع من مخدر لآخر، وكذلك كيفية عملها وتأثيرها على جسمك، بل أيضًا آثارها الجانبية قد تختلف من شخص لآخر.

إذ يعتمد تأثير المخدر على الفرد على عدة عوامل مثل حجم جسم مريض الإدمان وكمية المخدرات التي يتعاطاها، وهل يتعاطى ذلك المخدر فقط أم مجموعة من المخدرات.

أصبحت مصر سوق للمخدرات بكافه  الأنواع  المختلفة من المخدرات الطبيعية والمصنوعة، يتهافت عليها الشباب لتجريبها، رغم تأثيرات تلك المخدرات قد تكون قاتلة، وأصبح هناك جنون في ظهور أنواع جديدة أكثر شراسة وتأثيرًا على المدمنين وهو ما يسبب أضرار المخدرات على المجتمع.

و خطر المخدرات لا يتوقف على ذلك فقط، فمن أضرار المخدرات على المجتمع انها سببت ذعرًا في الآونة الأخيرة بسبب انتشار جرائم القتل والعنف بأبشع الأشكال بسبب انتشار الأنواع الجديدة مثل الاستروكس والآيس.

لا تقتصر أضرار المخدرات علي المدمن أو المحيطين به، بل تطول المجتمع ككل والذي يفقد تماسكه وسياجه الأخلاقي وتنتشر فيه الجريمة والعنف ويعيش أفراده في خوف وانعدام الأمان، يتطلب التدخل الطبي من مراكز علاج الإدمان وبدء تناول أدوية علاج الإدمان لتجنب تلك الأضرار الخطيرة.

ويعد إدمان المخدرات مرضًا يؤثر في عقل وسلوك الشخص المصاب، إذ يطلق المخ مادة الدوبامين عند تعاطي المخدرات، مما يزيد الشعور بالمتعة ويعزز نظام المكافأة تابع لتعرف أنواع المخدرات .

 يشعر الشخص بمرور الوقت بالرغبة في مزيد من المخدر للحصول على نفس الشعور الجيد، ويعتاد العقل على الدوبامين الإضافي، إذ لا يمكنه العمل طبيعيًا دونه.

يزيد تعاطي المخدرات من خلال الحقن انتشار الأمراض المعدية، مثل فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز، وزيادة انتشار التهاب الكبد C، والتهاب الكبد B كما تؤثر المخدرات سلباً على صحة العظام وقوتها ، كما يزيد من خطر الإصابة بالكسور وهشاشة العظام .

ومن أضرار المخدرات على المجتمع أنه قد يزيد تفشي المخدرات في المجتمع من سوء الأحوال الاقتصادية بسبب سوء الأحوال الصحية للأفراد و تحمل الدولة نفقات مكافحة المخدرات.

وانتشار أمراض خطيرة بسبب تبادل أدوات تعاطي المخدرات والحقن في تسبب انتشار أمراض مثل الإيدز والالتهاب الكبدي الوبائي سي.

من أضرار المخدرات على المجتمع زيادة معدلات حوادث الطرق بسبب القيادة المتهورة للأشخاص المدمنين تحت تأثير المخدرات.

قد لا تكون نتائج تعاطي المخدرات سارة أبدًا، فذلك الشعور الزائف الذي يحصل عليه مريض الإدمان ما هو إلا شعور وقتي وسريعًا ما سيزول.

ولكن ما لا ينتهي هي نتائج تعاطي المخدرات التي قد تلازم مريض الإدمان بقية حياته، أحد تلك النتائج هي وصمة العار التي تلاحقه إذا ظل في دائرة تعاطي الإدمان.

قد يواجه المدمن الكثير من  المشكلات الصحية التي تعود عليه بالسلب من أمراض جسدية خطيرة قد تنتهي بالموت وأيضًا الإصابة بالأمراض النفسية الخطيرة التي بعض منها لا يوجد علاج لها ولا رجعة فيها مثل مرض الفصام و النوبات الذهانية التي قد يعاني منها  ،كما تلاحقه المشكلات الإجتماعية بسبب تعاطي المخدرات؛ كما يشارك الإدمان بنسبة كبيرة في حالات الطلاق يوميًا.

قد يكون سببًا رئيسيًا في التفكك الأسري والتشرد، ليس ذلك فقط ولكن واحدة من أخطر نتائج تعاطي المخدرات هي انتشار الجرائم مثل القتل والسرقة بهدف الحصول على المال.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock