
في لحظة فارقة من عمر الوطن، ومع اقتراب الاستحقاق البرلماني المقبل، يتجدّد النداء للمواطن المصري بأن يكون حاضرًا، واعيًا، شاهدًا وشريكًا في صنع القرار.
ولعلّ الرسالة التي أكدها الرئيس عبدالفتاح السيسي مؤخرًا بشأن ضمان النزاهة والشفافية في فحص الطعون والنتائج أعادت الطمأنينة للشارع المصري، ورسخت الثقة في أن الصوت الشعبي لن يُهمَل، وأن إرادة المواطنين هي البوصلة التي تتحرك الدولة نحوها دون تردد.
لقد كان توجيه الرئيس بحتمية مراجعة كل ما ورد من أحداث وملابسات في المرحلة الأولى—بدقّة ونزاهة كاملة—إشارة واضحة على أن الدولة لن تقبل إلا بانتخابات نزيهة، عادلة، تعكس إرادة الناس.
ومتى شعر المواطن أن صوته محفوظ، أصبح التصويت واجبًا وطنيًا لا يقبل التأجيل.
المشاركة ليست حدثًا… بل موقف وضمير
الانتخابات ليست مجرد ورقة توضع في صندوق، بل هي شهادة أمام الله والوطن أن المواطن اختار من يراه قادرًا على حمل صوته والدفاع عن مصالحه والتعبير عن أحلامه. المشاركة ليست حماسًا عابرًا، بل مسؤولية جيلٍ يريد أن يرى بلده واقفة على قدمَيها.
ومصر اليوم، وهي تستكمل خريطة الديمقراطية بانتخابات برلمانية جديدة، لا تنتظر من أبنائها سوى أن يمارسوا حقهم الدستوري بوعي، وأن يضعوا الوطن قبل الأسماء، والمصلحة العامة قبل الشعارات.
أشمون… ساحة ساخنة ومنافسة لا تهدأ
وفي قلب المشهد السياسي، تبقى دائرة أشمون واحدة من أكثر الدوائر اشتعالًا بالمنافسة.
هي دائرة لا تعرف النصف حلول، ولا تقبل الأصوات الخافتة؛ فأشمون بتاريخها السياسي والاجتماعي تملك كتلة انتخابية واعية، تراقب، تناقش، وتبحث عن الأفضل من بين عشرات المرشحين.
المنافسة هناك ليست تنافسًا عابرًا، بل سباق إرادات، وصراع برامج، واختبار حقيقي لقدرة المرشحين على إقناع الناخبين بأنهم أهلٌ للأمانة.
وفي ظل هذا الزخم، تتضاعف أهمية المشاركة، لأن الصوت الواحد في أشمون قد يصنع فارقًا ويغيّر المعادلة.
الانتخابات… عقد ثقة بين المواطن والدولة
حين ضمن الرئيس النزاهة، لم يضمن نزاهة الاقتراع فقط، بل نزاهة المستقبل.
فالبرلمان القادم هو صاحب الكلمة في التشريع والرقابة وإقرار سياسات الدولة، ومن ثمّ فإن اختيار أعضائه ليس رفاهية، بل تأسيس لسنوات قادمة من البناء.
إن المشاركة الواسعة تمنح البرلمان شرعيته، وتمنح المواطن قوته، وتخلق توازنًا صحيًا بين مؤسسات الدولة، وتمنع أي تلاعب أو تضليل يمكن أن يشوه إرادة الناس. فالصندوق هو الفيصل… وصوت المواطن هو السيد.
صوتك وطن
اليوم، وقد ضُمنت النزاهة، ووضعت الدولة القواعد العادلة، لم يبقَ إلا دور المواطن.
اذهب إلى لجنتك… صوّت… اجعل صوتك مرآة لقلبك ولعقلك ولحلمك.
ولا تنسَ أن مشاركتك ليست من أجل مرشح بعينه، بل من أجل مستقبل مصر التي تستحق أن نقف معها كلما وقفت أمام مفترق طرق.
إن الوطن أقوى بمن يحضرون… وأجمل بمن يختارون… وأصدق بمن يشاركون.



