
خواطر بقلم: طارق فتحى السعدنى
كرامة المعلم في مهب الريح
تسافر مع الزمن في صمتٍ رهيب
كان يزرع فينا نورَ العلم
وها هو اليوم يواجه العجيب
من كان يقدس تلك اليد البانية؟
أصبحت الآن في الظلّ والغياب
تلك العين التي كانت تشرق بالعلم
غدت تدمع من قسوة السؤال والجواب
ماذا بقي من هيبة الأستاذ؟
حين يتناثر الكلام بلا احترام
أين الاعتراف بعطائه الأسمى؟
وسط صرخات الجهل و التوهان
يا معلمي، رغم الرياح العاتية
ستظل فينا الشموع، رغم الظلام
فالكرامة ليست بمكان أو زمان
إنما بقلوب من فهموا التزامك والسلام
رغم الرياح، ورغم عواصف الزمان،
ستظل شامخًا، رغم كل الهوان.
لأنك فينا زرعت الأمل في الأرض،
وبذرت بذور النور في الوجدان.
أنت من صاغ لنا طريق العلم،
ومنحتنا الأفق، رغم الدخان.
لكنهم نسوا، في زحمة الحديث،
أنك سراج العقول ومرساة الأمان.
كم من سطر خططته بيدك،
أضاء دربنا وسط الظلام.
لكنهم عجزوا عن رؤية جمالك،
وراحوا يهدمون صرح العزّ والحسام.
يا معلمي، لا تخشَ مهب الريح،
فالكرامة في قلبك، لا في المكان.
ستظل صامدًا في عيون الأوفياء،
وفي ذاكرة الأجيال، كلما مر الزمان