المقاتلة الصينية J-10C : رسائل من سماء القاهرة
بقلم احمد شتيه باحث فى الشأن الاستراتيجي والامن القومى

شهد احتفال مصر بعيد القوات الجوية هذا العام حدثاً لافتاً تمثل في ظهور المقاتلة الصينية المتطورة J-10C، وهي المرة الأولى التي تُعرض فيها هذه الطائرة ضمن تشكيلات سلاح الجو المصري بشكل علني. هذا الظهور لم يكن مجرد استعراضٍ للقوة، بل حمل في طياته رسائل استراتيجية وسياسية تتجاوز سماء العرض إلى عمق معادلات التوازن الإقليمي.
تُعد J-10C من أحدث المقاتلات متعددة المهام التي تنتجها الصين، وتتميز بقدراتها العالية على المناورة، وتجهيزها برادار مصفوفة نشطة (AESA) وتسليح متنوع يمنحها تفوقاً في مهام القتال الجوي والهجوم الأرضي. ويعكس ظهورها أن القاهرة تتجه نحو تنويع مصادر تسليحها وتحرير قرارها العسكري من الاعتماد على محور واحد، في ظل بيئة إقليمية متوترة ومتغيرة.
من منظور استراتيجي، يمكن قراءة هذا الظهور كرسالة موجهة لعدة أطراف؛ رسالة للغرب بأن مصر تملك بدائل قوية، ورسالة لدول المنطقة بأن سماءها محمية بأحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا العسكرية.
كما أنه مؤشر على شراكة عسكرية آخذة في التعمق بين القاهرة وبكين، في إطار سياسة مصرية متزنة توازن بين الشرق والغرب بما يخدم أمنها القومي.
وأرى أن ظهور الـJ-10C يفتح فصلاً جديداً في معادلة الردع بالشرق الأوسط، ويؤكد أن مصر لا تكتفي بالحفاظ على توازن القوى بل تسعى لتطويره لصالح أمنها واستقرارها. فالقوة الجوية المصرية، التي تمثل أحد أعمدة الردع العربي، تثبت مجدداً أنها قادرة على مفاجأة الجميع بخطوات مدروسة تحمل رسائل واضحة دون كلمات.