تشكل قضية التلوث الصناعي واحدة من أبرز التحديات البيئية في شمال سيناء، حيث تتداخل المصالح الاقتصادية مع متطلبات الصحة العامة والحفاظ على البيئة.
وفي هذا الإطار، أجرت المهندسة رضوى سامي شاهين، مسئولة وحدة الرصد البيئي بشمال سيناء، معاينة بيئية ميدانية لمصنع أسمنت سينا الرمادي بمدينة العريش، للتأكد من مدى التزام المصنع بالاشتراطات البيئية والمعايير الدولية.
تفاصيل المعاينة
شملت الجولة البيئية فحص أنظمة التشغيل داخل المصنع، ومتابعة وحدة الفلاتر المسؤولة عن تقليل الانبعاثات الناتجة عن عمليات الحرق والطحن، بالإضافة إلى التأكد من كفاءة أجهزة الرصد الفوري لنسب الغبار العالق في الهواء.
كما قامت المهندسة رضوى بمراجعة آليات التخلص من المخلفات الصناعية، والتأكد من عدم تسرب أي ملوثات قد تؤثر على التربة أو المياه الجوفية.
المصنع بين الرقابة والمجتمع
مصنع أسمنت سينا يعد من أكبر المصانع بالمنطقة، وله دور اقتصادي بارز في توفير فرص عمل ودعم مشروعات البنية التحتية. لكن في المقابل، يبقى مصدر قلق لدى الأهالي نتيجة ما قد ينتج عنه من انبعاثات. ومن هنا، تأتي أهمية الدور الرقابي الذي تقوم به وحدة الرصد البيئي لضمان التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على صحة المواطن.
تصريحات المهندسة رضوى سامي شاهين
أكدت المهندسة رضوى أن الهدف من هذه الزيارات ليس فقط التفتيش، بل أيضًا التوجيه والإشراف على آليات التطوير داخل المصانع، مضيفةً:
“نحن نعمل على أرض الواقع لضمان بيئة نظيفة وآمنة، ولن نتوانى عن اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه أي مخالفات بيئية، لأن صحة المواطن فوق كل اعتبار.”
ختام
يبقى السؤال الذي يشغل الرأي العام: هل تنجح الرقابة البيئية في إلزام المصانع الكبرى بمعايير الاستدامة البيئية؟ أم أن الضغوط الاقتصادية ستظل تحديًا أمام تحقيق معادلة “التنمية النظيفة” في شمال سيناء؟