مقالات وآراء

المواجهة والتحديات

بقلم حسن ابو زهاد

حياة الإنسان حافلة بالاحداث التي تشبه الطوفان تماماً في شتي مراحل حياته من حيث الطفولة والشباب والشيخوخة أنها دروس في المواجهة الحقيقية واختبار صادق للإرادة فلا يأس مادمت. الحياة تسير بنا والتنفس يسري في صدورنا والشمس تشرق لتضيء نهارنا تبدد ظلمة الليل وتبعث فينا روح الحياة والأمل

تتنوع صور الطوفان الذي نتعرض عليه سواء مشكلات ذاتية او إجتماعية او اقتصادية ولكنها في كل أحوالها اختبار حقيقي لصلابة التحمل وقدرة المواجهة الحقيقية في تخطي إثارها او تنجب اثارها نلقي بأنفسنا في طوفانها. ولا نستسلم للطوفان وآثاره ونلقي بانفسنا في شباكه نعدد الشكوي كمن لا حيلة له

علينا. التحلي بالقيم والتعاليم التي حثت عليها كل الأديان السماوية في التصدي والمواجهة لكافة أنواع الطوفان نستمد قوتنا من إيماننا بالله واحترام قيم المجتمع وعدم المساس بما هو صحيح القيم التي توارثته الأجيال ان قوة الارادة وسلامة القلوب وروح المواجهة والتحلي بمكارم الأخلاق أسلحة الردع الحقيقية أمام الطوفان الذي يحاك بنا ويدبر من أجل هدم القيم والاحترام وبالتالي تفكك الاسر وضياع المجتمعات

قد تبدو لدينا كثيرا من الظواهر الإيجابية. التي توارثناها نعززها. ونحافظ عليها والظواهر السالبة نواجهها بكل قوة ونتصدي لها بمكارم الأخلاق وقيم المجتمع وصحيح القانون الذي يلزمنا الإبتعاد عنها وتجنب أخطارها
ان اتجاه بعض الشباب إلي نشوة المخدرات الزائفة التي أشبه ما يكون بطوفان جائح يقضي على الأخضر واليابس يدمر قيم المجتمع ويزيد من معدلات الجريمة فان إتجاه البعض لمثل هذه المخاطر يعد انذار بتدمير الأفراد والجماعات ويؤثر تأثيرا كبيراً علي سلامة المجتمع وخطط التنمية وقدرات الشباب أنها مخططات دول لتضعف عزيمة الشباب أساس البناء الحقيقي للمؤسسات ونهضة الأمم

كما ان تفشي بعض العادات المستحدثة علي مجتمعنا كالملابس الممزقة او قصات الشعر المائعة التي لا تعبر عن قيمنا وتراثنا ولكنها محاولات تشبيه اعمي بنماذج لا تحظي بالرضا الأخلاقي والمجتمعي فنري أمثلة بين الشباب تقلد تقليد اعمي عادات غير أخلاقية بملابس لا تناسب قيم المجتمع وعادات وتقاليد أهلنا التي تربينا عليها الحشمة والوقار فكان لدينا مثلا يتداول كل ما يروق لك والبس ما يحافظ على قيم المجتمع

يأتي دور الأسرة وأسلوب التربية من خلال التنشئة الأسرية السوية من حيث الجانب الديني والعقائدي التي تحدثنا جميع الأديان السماوية علي القيم والاحترام ومراعاة تقاليد المجتمع والحفاظ على الاحترام والتقدير بين الجميع فالصغير يحترم الكبير ونري الكبير يعطف علي الصغير هذا ما تربينا عليه الاحترام والتقدير ولكن ما نراه في بعض الحالات أساليب غريبة وكلمات عجيبة وألفاظ لم نعتاد عليها إنها دخيلة علي لغتنا وحياتنا

ان الصحوة في تنفيذ صحيح القانون علي المارقين يحمي المجتمع من الأخطار التي تحاك به فكل التقدير لجهاز الشرطة والصحوة التي نراها تبشر بالخير في حماية المجتمع من هؤلاء المارقين عن القيم وإعادتهم إلي المسار الصحيح الذي يسهم في بناء المجتمع والبعد عن إخطار المخدرات بأنواعها التي توفر نشوة زائفة سرعان ما تدمر الأشخاص وتؤثر تأثيرا كبيراً في زيادة معدلات الجريمة

ان ما يقدم عليه بعض الأفراد من إنهاء حياتهم بظاهرة الانتحار هي حالات من الضعف تسيطر على الشخص وبعدا عن القيم الدينية التي تحرم ذلك وتمنع إيذاء النفس أو تعريضها للخطر لأنها أمانة وهبها الله لنا فلابد لنا من الحفاظ على أنفسنا إنها مراحل الضعف والعزيمة وفقدان الثقة ولكنها ليست الحل ان الحل في المواجهة الحقيقية لمشاكلنا وإيجاد الحلول لها والقناعة والرضا باحوالنا والسعي نحو الأفضل بالعمل والإرادة الحقيقية في التغير

ان القيم الدينية والتحلي بها وحالة الرضا والقناعة والإيمان الكامل بقدرة الله في تخطي الصعوبات فلا صعوبات تدوم ولكن علينا التحلي بالقوة في المواجهة الحقيقية لمشاكلنا الشخصية وان كل شيئا قابلا للحل والتغير مع قوة الارادة والسلامة النفسية والطمئنينة وحسن الثقة بالله أنه يقدر الأقدار ويسبب الأسباب وعلينا ان نجتهد مع التسليم بقدرة رب العالمين في تغير أحوالنا بالصبر والعزيمة والعمل الدؤوب ومواجهة التحديات فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock