فن وثقافة

الموزع هشام البنا يحتفل بتصدر أغنية “عيش هتعرف” مع النجمة نداء شرارة التريند

الكاتب والناقد الفني عمر ماهر

في نجاح جديد يُضاف إلى مسيرته الفنية المتميزة، احتفل الموزع الموسيقي هشام البنا بتصدر أحدث أعماله الغنائية “عيش هتعرف” التي تجمعه بالنجمة الأردنية نداء شرارة، وتحقيقها أكثر من مليون مشاهدة عبر القناة الرسمية للفنانة على موقع الفيديوهات الشهير “يوتيوب” خلال فترة وجيزة من طرحها، لتصبح واحدة من أكثر الأغنيات انتشارًا على السوشيال ميديا خلال الأيام الأخيرة، وتؤكد من جديد قدرة هشام البنا على تقديم لون موسيقي متجدد يجمع بين الإحساس والكلمة واللحن في تناغم فني فريد.

أغنية “عيش هتعرف” تُعد واحدة من الأعمال الغنائية التي جمعت بين مجموعة من العناصر الفنية المتكاملة، حيث كتب كلماتها الشاعر محفوظ، ولحّنتها المبدعة سارة حسين، وجاء التوزيع الموسيقي بتوقيع هشام البنا الذي استطاع أن يمنح الأغنية روحًا مميزة ومختلفة عن السائد في المشهد الغنائي الحالي.

أما الكليب فحمل توقيع المخرج غريزمان الذي قدّم رؤية بصرية راقية تناسب أجواء الأغنية ومعناها، ليشكل العمل في مجمله لوحة فنية متكاملة استطاعت أن تلامس مشاعر الجمهور وتترك بصمة حقيقية على الساحة الغنائية.

منذ اللحظات الأولى لطرحها، لاقت الأغنية ردود أفعال واسعة من الجمهور في الوطن العربي، حيث أشاد المستمعون بروحها الصادقة وكلماتها التي تمس القلوب، خاصة وأن صوت نداء شرارة جاء مفعمًا بالإحساس والدفء، مدعومًا بتوزيع موسيقي متقن من هشام البنا الذي نجح في مزج الآلات الشرقية والغربية بطريقة انسيابية تمنح الأغنية طابعًا عصريًا دون أن تفقد هويتها العربية.

اعتمد البنا على توزيع متوازن يجمع بين النعومة والقوة، حيث استخدم آلات الوتريات بشكل بارز، مع لمسات من الجيتار والإيقاع الخفيف الذي يخدم المعنى دون أن يطغى عليه، ما جعل الأغنية تتدفق في أذن المستمع بانسيابية وسلاسة.

أما على مستوى الكلمات، فقد جاءت كلمات “عيش هتعرف” لتعبّر عن مشاعر إنسانية صادقة، تتناول فكرة الوعي في العلاقات العاطفية والنضج بعد الفقد، حيث تقول في مطلعها:

ما حستش مرة في غيابك.. يلا روح مكان ما جيت.. قلبي تمامه مش تمامك.. ما هو تعود يكونلي وحيد، لتفتح الباب أمام حكاية مليئة بالعِبر والتجارب الإنسانية.

ثم تتابع الكلمات لتُظهر قوة الشخصية بعد الانفصال، إذ تقول: ولا هزعل ولا هندم.. على العشرة اللي ما بتسواش.. أنا هنساك وهعتبرك كأنك وقت لسه ما جاش. كلمات صريحة وقوية، كتبت بلغة قريبة من القلب، تتحدث عن واقع يعيشه كثيرون، فجاء الأداء الصوتي لنداء شرارة ليترجم كل كلمة بإحساسها العميق وصوتها الدافئ الذي يملؤه الصدق والتجربة.

في المقابل، أضاف هشام البنا لمساته الخاصة على الأغنية من خلال توزيع موسيقي حديث يجمع بين الأصالة والحداثة، حيث قال في تصريحات خاصة عقب تصدر العمل: إن الهدف الأساسي من التوزيع كان إبراز المعنى الحقيقي للأغنية دون إغراقها بالمؤثرات، مؤكدًا أن النجاح الحقيقي لأي عمل موسيقي هو أن يشعر المستمع أن كل آلة موسيقية تؤدي دورها الطبيعي في خدمة الإحساس، وليس لإبهاره فقط. وأضاف أن التعاون مع نداء شرارة كان تجربة مميزة لأنها فنانة تمتلك حسًا عاليًا وصوتًا قادرًا على التعبير عن المشاعر بأدق تفاصيلها.

أما المخرج غريزمان، فقد قدّم الأغنية من خلال فيديو كليب بسيط ومعبّر اعتمد فيه على الصورة كوسيلة للتعبير عن الصدق والجرح الإنساني، فاختار ألوانًا هادئة وإضاءة دافئة تركز على ملامح نداء شرارة لتصل الأحاسيس إلى المشاهد مباشرة دون تكلف.

وقد أشاد الجمهور بفكرة الكليب التي عبّرت عن مضمون الأغنية بشكل بصري أنيق دون مبالغة، ليكتمل بذلك نجاح العمل على المستويين السمعي والبصري.

وبجانب التفاعل الجماهيري الكبير، حصدت الأغنية آلاف التعليقات الإيجابية من المتابعين الذين وصفوها بأنها واحدة من أفضل ما قدمته نداء شرارة مؤخرًا، وأشادوا ببصمة هشام البنا في التوزيع التي منحت العمل طاقة جديدة وإحساسًا فنيًا راقيًا. كما تم تداول مقاطع من الأغنية بكثافة عبر منصات مثل تيك توك وإنستغرام، لتصبح من أكثر الأعمال تداولًا في قوائم الموسيقى العربية الحديثة.

ويُعد هذا النجاح امتدادًا لمسيرة هشام البنا الفنية التي تميزت بالتنوع والتجدد، فهو دائمًا يسعى لتقديم صوت موسيقي مختلف يجمع بين الإبداع والتقنية العالية، دون أن يفقد جوهر الإحساس الحقيقي. وقد عبّر البنا عن سعادته الكبيرة بتفاعل الجمهور، مؤكدًا أن نجاح أي عمل بالنسبة له لا يُقاس بعدد المشاهدات فقط، بل بمدى تأثيره على الناس، ومدى صدق إحساسهم بما يسمعون.

وفي ختام الاحتفال بتصدر الأغنية، وجّه هشام البنا رسالة شكر لكل فريق العمل، مؤكداً أن النجاح الجماعي هو سر استمرار الفن، وأن الأغنية ما كانت لتصل إلى هذا المستوى من الجمال لولا تكامل الجهود بين الكلمات واللحن والصوت والتوزيع والإخراج. أما نداء شرارة فقد عبرت بدورها عن سعادتها بالتعاون مع البنا، مؤكدة أنه منح الأغنية روحًا جديدة وصوتًا مختلفًا جعلها أقرب إلى وجدان الناس.

وهكذا يمكن القول إن “عيش هتعرف” لم تكن مجرد أغنية جديدة تُضاف إلى الساحة الغنائية، بل تجربة فنية متكاملة أثبتت أن الإحساس الحقيقي ما زال قادرًا على الوصول إلى الجمهور مهما تغيّرت الأنماط الموسيقية، وأن تعاون هشام البنا ونداء شرارة كان نقطة التقاء نادرة بين الإبداع والإحساس، جمعت بين صوت يلامس القلب وتوزيع يملأ الروح. نجاح الأغنية وتخطيها حاجز المليون ليس مجرد رقم، بل شهادة حب من الجمهور لكل من يؤمن أن الفن رسالة قبل أن يكون صدى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock