
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم أما بعد يا أخي الكريم عليك أن تعطي نفسك القناعة بأن الأمور تسير دائما كما تريد، وعندما تتوقد داخلك رغبة النجاح فأنت في أول الطريق، ولكي تشعر بالرضا لابد أن تعرف نفسك جيدا وتحترم حقيقتك، وإن أهدافك التي حددتها على طول طريقك هي التي تقود رحلتك نحو الإرضاء الذاتي، وما تحققه من نتائج يتوقف على أعمالك، وستمر عليك في حياتك فرص كثيرة فاستعد لها.
واعلم أن كل نكبة تصادفك تقدم لك عبرة تتعلم منها، وإن أي إنجاز تحققه يغير حياتك سواء كان هذا التغيير كليا أو جزئيا، والنجاح عملية لا نهائية، وليس هناك تعريف عام للنجاح فلكل فرد رؤيته الخاصة بالنسبة لما يريد تحقيقه، وإذا لم نجد طريق النجاح فعلينا أن نبتكره ” وبشر الصابرين” والصبر هو أفضل علاج لأي مشكلة، والإنسان الذي يمكنه إتقان الصبر يمكنه إتقان أي شيء أخر، وكن مرنا تتحكم في كل الأمور، واعلم أن تكرار نفس المحاولات يؤدي إلى نفس النتيجة، وإن دقيقة واحدة من الضحك المتواصل تساوي خمسة وأربعين دقيقة من تمرينات الإسترخاء، وهناك رسالة من طالب يرسلها إلي أستاذه فيقول أستاذي الكريم ومعلمي الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد فهذه رسالة من قلب طالما غرست فيه بعض غراسك وزرعت فيه بعض زرعك فرويته.
بمعالم فضلك ووهبته جميل هباتك، أستاذي ومعلمي كم كنت أغبطك على هذه المهنة العظيمة ذات الشرف في الدنيا والآخرة، وكيف لا وهي مهنة الأنبياء وطريق المرسلين، ولقد كنت أتأمل قوله تعالى ” هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ” فقلت في نفسي هنيئا لك هذا الفضل، فإذا جاء الناس يوم القيامة بالشاة والبعير والعمارات والعقارات والأموال والمراكب الفارهة التي جمعوها في الدنيا جئت أنت تحمل معك سورة البقرة وآل عمران وأناسا اهتدوا بهديك وتعلموا من علمك ونهلوا من فضلك، قد نورت بصائرهم ونفيت عنهم الجهالات وأبعدتهم عن الفضلات، فكم حاربت إبليس وأبعدت طلابك عن التلبيس وخشيت عليهم من ان يكونوا مفاليس، وبشراك بحديث رسولك ومصطفاك صلي الله عليه وسلم حيث قال.
” إن الله وملائكته حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير ” رواه الطبراني، وأحسبك أنك منهم إن شاء الله تعالى بصدق نيتك وإخلاصك لله تعالى، يا معلمي الفاضل إنك من المجاهدين بكل حق وحقيقة فأنت على ثغرة من ثغور المسلمين فلئن كان المجاهد في ثغور البلاد يحميها من تسلط العابثين، ودخول المعتدين الذين يزعزعون أمنها ويولدون الرعب لها فأنت من أعظم المجاهدين فمن يحمي العقول من عبث العابثين ولوث العلمانيين وتحريف الغالين وينفي شبه الزائغين، إنه أنت يا أستاذي الكريم فالقرآن أمامك والتوحيد سلاحك والتفسير بيانك والفقه إمامك والتاريخ سندك والجغرافيا دليلك والإنجليزي رموزك وألغازك وأساس كشف أسرار أعدائك والجلوجيا وعلم الأرض فهما مجال تطبيق علمك والرياضة قوتك ونشاطك.
والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، والفيزياء والكيمياء هما مصدر الإبتكار والإختراع من أجل القوة والغلبة ولا أنسى الرياضيات منمية العقول والفهوم والإدراك إذ لا حراك إلا بوقود وهي وقود للعقول العاملة والأفهام الثاقبة وقبل الختام فالحاسوب هو جهاز التكنولوجيا والذي أصبحت ترى العالم كله من خلاله وتخاطب من شئت بواسطته، فيا أيها المجاهد إستمع لكتاب الله تعالى وهو يخبر عنك ” ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبير”