
متابعة / محمد نجم الدين وهبي
صادق النواب الروس الخميس في قراءة ثالثة وأخيرة على مشروع قانون موازنة 2025-2027 الذي ينص على زيادة الإنفاق العسكري العام المقبل بنسبة 30 في المئة، في خضم تصاعد النزاع في أوكرانيا.
ومنذ 2022، أعاد الكرملين توجيه اقتصاده نحو المجهود الحربي على نطاق واسع، مطوّرا بسرعة كبيرة صناعاته العسكرية لاسيما من خلال توظيف مئات آلاف العمّال الجدد، في استراتيجية أدت إلى زيادة التضخم.
وذكر النص الذي صوت عليه النواب الروس الخميس في مجلس الدوما، أن الإنفاق الدفاعي سيبلغ حوالى 13500 مليار روبل في العام 2025 (حوالى 127 مليار يورو)، أي أكثر من 6 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الروسي.
وفي المجموع، سيتم تخصيص 40 في المئة على الأقل من الموازنة الفدرالية لعام 2025 للدفاع والأمن القومي.
وارتفعت الموازنة العسكرية الوطنية على مدار عام بنسبة 70 في المئة تقريبا في 2024، لتمثل في العام الحالي مع الاستثمارات الأمنية 8,7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي وفقا للرئيس فلاديمير بوتين، للمرة الأولى في روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي قبل أكثر من 30 عاما.
وفي الأسابيع الأخيرة، بذلت السلطات الروسية أقصى جهودها للحد من تزايد الإنفاق العسكري، مفضلة الثناء على الاستثمارات المخطط لها للقطاع الاجتماعي والمشاريع الوطنية ذات الخطوط العريضة الغامضة نسبيا.
وأكد رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين الخميس أن الموازنة المعتمدة «تضمن كل الالتزامات الاجتماعية وتحل مشاكل التنمية وتستجيب للتحديات التي تواجه بلادنا».
وما زال يتعين موافقة مجلس الاتحاد (الشيوخ) على النص في نهاية الشهر قبل إصداره، في خطوة محسومة بالنسبة الى الرئيس الروسي.
خطة الصمود
وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، إن «خطة الصمود» التي طرحها الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، عبارة عن مجموعة أخرى من التخيلات المؤلمة للحفاظ على سلطته.
وقالت زاخاروفا في إحاطة إعلامية: «على خلفية الخسائر الكبيرة للقوات المسلحة الأوكرانية والإحباط المتزايد في صفوف الأوكرانازيين، أعلن زيلينسكي عن مشروعه الجديد في البرلمان الأوكراني في 19 نوفمبر، الآن هذه هي خطة الصمود… فيها 10 نقاط وعدة ملاحق، وينبغي أن يجري إعلانها التفصيلي أو عرضها التفصيلي في شهر ديسمبر»، بحسب وكالة «ريا نوفوستي» الروسية.
وأضافت: «قليل من الناس يفهمون ما نتحدث عنه، لكن الجميع يفهمون شيئًا واحدًا، وهو أن هذه مجموعة أخرى من الأوهام المؤلمة من أجل ضمان الحفاظ على الذات في سلطة زيلينسكي، الذي فقد شرعيته».
أعلن الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، في وقت سابق، هذا الشهر، عن «خطة الصمود»، التي تضمنت عناصر «السيادة الثقافية» و«مساحة الأمن» للمواطن الأوكراني.
وقال زيلينسكي إن الخطة تستهدف الجبهة الداخلية وتتكون من 10 نقاط، أبرزها «السيادة الثقافية»، التي قال إنها تتعلق بالتراث الثقافي والثقافة الحديثة والدبلوماسية الثقافية للبلاد.
وشدد زيلينسكي على أنه «سيقوم بإعداد وثيقة عقائدية أساسية فعلية لأوكرانيا من أجل استدامتها، مع تطبيقات واضحة، خطوة بخطوة، مع توضيح لكيفية توجيه الفرص الداخلية من أجل النصر الأوكراني، حتى يكون لنا الحق في هذه الكلمة (النصر)».