مقالات وآراء

الهجرية النبوية والقضية الفلسطينية في عنق الزجاجة

جريدة الصوت

 

كتبت الباحثة/أمل صبحى حسين

أشرقت الشمس أمس الإثنين ا على العام الهجرى الجديد لعام 1446هجرية،الان سنستعيد التاريخ ونتذكر كيف بدأ ظهور الإسلام وكيف أشرق على ظلام العالم وأخرجه من الظلمات ومن حيز ضيق إلى نطاق أوسع وأشمل،الوصول إلى الهدف وتحقيقه لم ينفيذ بين ليلة وضحاها،بل ظل العمل والتخطيط لسنوات قابلت فيها الدعوة إلى الله شتى سبل الصعاب والمكائد والحقد والعذاب حتى خرجت من مجتمع ضيق الأفاق(عنق الزجاجة)غير مرحب بوجود سيد الخلق سيدنا محمد النبى صلى الله عليه وسلم،ودعوته بينهم إلى مجتمع مرحب مجتمع أهدى،مجتمع به كل سبل التعاون،والحب،والوفاء،والاخلاص،والتقدير،والاحترام لسيد الخلق أجمعين،نعم فالهجرة النبوية المطهرة،عندما ندرسها اليوم،ونتمعن بكل الظروف المحيطة والامكانيات التى كانت عليها وقتها،نكتشف باستخدام الكثير من فروع العلم والمعرفة والبحث العلمى أننا أمام معجزة كونية بكل المقاييس التي نعلمها ولا نعلمها،رجلا واحد وهو المصطفى عليه افضل الصلاه واتم التسليم،حمل على عاتقه مهمة نشر الدعوة بعد أن نزل عليه جبريل عليه السلام بالوحى،واليوم يعد المؤمنون بدعوته عليه الصلاة والسلام بالمليارات من المسلمين حول العالم……
فلابد أن نأخذ المواعظ والعبر من هجرته صلى الله عليه وسلم،فالمصطفى لم يكن ضعيف،عندما خرج من مكة مع سيدنا ابوبكر الصديق،وحدهما يتم عملية تعميم على خطواتهما من قبل عامر بن فهيرة رضي الله عنه ط،والسيدة اسماء ذات النطاقين،لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم فى حاجة إلى الهجرة وترك مكة من أجل دعوته رغم معاناته من قريش والقبائل العربية الموجودة بمكة وقتها،لو كان يريد التراخى عن العمل،كان يمكن أن يدعوا المولى عز وجل أن ينصره،بدون تعب أو معاناة،ولكن النبى صلى الله عليه وسلم،يعطى دروس لصحابته والأجيال القادمة عدم التراخى والتكامل والبحث والجد للوصول للهدف،العمل بجد حتى الوصول لما أسعى مهما كانت المعوقات والصعوبات التي تقابلنا فى الطريق نأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة فى السعى وبذل الجهد وكل ما نملك من أجل الوصول للهدف وهذا ما قام به المصطفى صلى الله عليه وسلم..
وفى حوار السيدة عائشة رضي الله عنها بينها وبين الرسول صلى الله عليه وسلم خير دليل على خوف الرسول صلى الله عليه وسلم على أمته وأهله من المشركين رغم ما عاناه من جحودهم رغم أنه كان معروف عنه بالصادق الامين لديهم،ولكن الأفكار والمعتقدات لم تتغير معهم بسهولة،رغم أن جهابذة المشركين كانوا يذهبوا خفيا كل مساء يستمعوا القران الكريم من الرسول ويتقابلوا هناك عندما يتخابطوا ببعضهم البعض ليلا يقسموا

حديث عائشة -رضى الله عنها- أنها قالت للنبي ﷺ: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، وإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل  فناداني، فقال: إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال، فسلم علي، ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين. فقال النبي ﷺ: «بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا[1].
المقصود بيوم العقبة ليست العقبة الاول أو العقبة الثانية للأنصار ولكن عقبة ا رى عندما كان بسفره إلى الطائف بعد موت السيدة خديجة رضي الله عنها وعمه أبى طالب..
1.أ.د:-خالد بن عثمان السبت)

اشتركت القضية الفلسطينية مع مبادى وأسباب ودوافع الهجرة النبوية فى الدروس والعبر التى حثنا المصطفى صلى الله عليه وسلم،فى السعى والعمل من أجلها،وهى الهدف فلسطين تعيش أزمة سياسية منذ أمد بعيد من فجر التاريخ،ولكن كانت دائما يتم استردادها،فقد عانى بيت المقدس من الحملات الصليبية فى التاريخ الاسلامى حتى استرداده العبد الفقير الى الله القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي،وقام بعقد صلح الرملة بعد أن وجدوا أن المسلمين لم يعودوا ضعفاء وسيستردوا كل سنمتير من كل الإمارات الصابئة التى أقاموها فى العالم الإسلامي،ولكن هل بهذا تنهى المعاناة الفلسطينيه،فلا والف لا،فبعد الدراسات الاستشراقية وقيامهم بالعالم الاسلامى وجدا القدس هيا النقطة القوية والضعيفة وحلة الوصل ليظل وثاق العالم الاسلامى بالمشرق موثق وقوى والوجهة الإسلامية موحدة دوما،من أجل هذا المثلث،فأخذوا يعملوا عليه من أجل انفصاله عن أهله وذويه،وقام الغرب بتوجيه أنظار الصهاينة اليه لكى يرتحوا ولو قليلا منهم،فقاهوا بعقد المؤامرات والخطط من أجل انفصاله عن الإمبراطورية الاسلامية،وعرضوا على السلطان العثماني شراء فلسطين لتكون وطن قومى لليهود وهذا ادعاء باطل وكاذب ومضلل لأن على كل مراحل التاريخ منذ وجدت اليهودية والمسيحية والإسلام يعيشوا جانبا إلى جانب على أرض واحدها ولقد أتخذوا محرقة هتلر لليهود بألمانيا أكذوبة لكى يوطنوا صهاينة تعمل باجندات وخطط خارجية من أجل تقسيم المنطقة إلى دويلات صغيرة يسهل السيطرة عليها فلم يسلم منهم لا طائر ولا شجر ولا طفل حتى قام الاحتلال الانجليزى الذى كان يحتل مصر وفلسطين وقتها بانتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين،وأعلن سنة1948بإنشاء وطن قومى لليهود في فلسطين،وا يخفى على أحد ماذا كان المقابل الذى دفعه الصهاينة من أجل هذا الإعلان؟؟؟
وتوالت النكبات علينا وعلى فلسطين 1967واحتلوا سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية وهضبة الجولان بسورية الشقيقة التى مازالت تحد أيديهم حتى الآن ويغبثوا بأمن واستقرار سورية الشقيقة من خلالها،،،ولكن هل سيظل الوضع كما هو؟؟؟
فالفلسطنين لم يتهاونوا فى حق أراضيهم ولم يهنئ الصهاينة على اراضيهم والانتفاضة 1987 وما تلاها من انتفاضات عبر السنين مازالت قائمة فالجمرة المشتعلة فى صدور الفلسطينين لم تخمد النار بصدور أبناء الشعب الفلسطيني مازالت تأجج حتى حرقت الكيان الصهيوني فى طوفان الأقصى فى 7/10/2023
الاراضي التى احتلها الكيان الصهيوني عبر تاريخه الاجرامى فى منطقتنا،ولقد تعلم الفلسطينين الدرس من الهجرة النبوية المطهرة ،وقاموا بال7من أكتوبر 2023 بأكبر عمل بطولى عبر تاريخ القضية الفلسطينية ومازال مستمر حتى الوقت الراهن وأطلقوا عليه طوفان الأقصى،وفعلا طوفان لقد خرجت القضية الفلسطينية من عنق الزجاجة وكل التعميم الذى حدث عبر السنين الماضية من أجل طمس الهوية الوطنية الفلسطينية وطمس معالم القضية الفلسطينية،ظهرت على الساحة بقوة وظهر كل المتامرين بالمشرق والمغرب على القضية الفلسطينية ،لقد أظهر طوفان الأقصى هشاشتنا ،ورغم ذلك انتشر الإجرام وجرائم الحرب التى يرتكبها الكيان الصهيونى فى حق المدنين من النساء والأطفال والشيوخ وتدمير المستشفيات والممتلكات الخاصة والعامة تم عمل مجازر بشرية بحق الفلسطينيين ومازالت المقاومة الفلسطينية صامدة طوال هذه الشهور لا تحل ولا تمل وان شاء الله ستكون تبر تغير جذري للقضية الفلسطينية وخصوصا أن العالم فهم القضية على حقيقتها ،وأصبح يؤيد القضية الفلسطينية علانية وهذا لم ياتى من فراغ ولكن القضية الفلسطينية دفعت أكثر من37000شهيد وأكثر من 50000مصاب،غير الدمار الشامل لكل شبر بالاراضى الفلسطينية….

أختبر المولى عز وجل نبيه فى الخروج من مكة والهجرة لبلد أخرى رغم عشق المصطفى صلى الله عليه وسلم لمكة حيث قال النبى صلى الله عليه وسلم (والله لا انتى احب بلاد الله إلى ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت)، ورغم أختلاف الزمان والمكان والتشبيهات ولكن يختبر المولى عز وجل أصحاب القضية الفلسطينية هل سيصمودوا ويدفعوا عن أراضيهم أم سيتركوها تحت الكيان الصهيونى الغاشم،نتمنى أن تكون رحمة الله بهم ولنا وان يكون النصر قريب ونصلى بالقدس عن قريب إن شاء الله (ألا ان نصر الله قريب،وهو نعم المولى ونعم النصير)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock