
بقلم : طارق فتحى السعدنى
يثار بشكل دوري داخل نفسي سؤال مهم:
هل من الممكن أن تشتعل حرب عالمية ثالثة في المستقبل القريب؟
على الرغم من أن الحرب العالمية الثانية انتهت منذ نحو 80 عامًا،
إلا أن العالم لا يزال يعيش في ظل تبعاتها. مع تزايد التوترات السياسية والاقتصادية،
لتحليل هذا السؤال، لا بد من النظر إلى العوامل السياسية، العسكرية، والاقتصادية
التي قد تؤدي إلى تصاعد الأزمات إلى حرب شاملة.
بجانب ذلك عدد من العوامل المؤثرة في احتمالية نشوب حرب عالمية ومنها على سبيل المثال؛
التنافس الجيوسياسي بين القوى الكبرى :
تعد التوترات بين القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، الصين، وروسيا من أبرز العوامل التي قد تؤدي إلى تصعيد الأزمات.
تشهد العلاقات بين هذه الدول تصاعدًا مستمرًا، خاصة في مناطق مثل بحر الصين الجنوبي، أوكرانيا، ومنطقة الشرق الأوسط.
وفي حال عدم إدارة هذه النزاعات بعناية، قد تؤدي إلى اشتعال حرب واسعة النطاق.
انتشار الأسلحة النووية ;
بالرغم من أن الأسلحة النووية كانت من العوامل المانعة لاندلاع الحروب الكبرى خلال العقود الأخيرة،
فإن تزايد أعداد الدول التي تمتلك هذه الأسلحة يرفع من درجة الخطورة.
فوجود أسلحة دمار شامل يعني أن أي تصعيد غير مدروس
قد ينتهي إلى حرب مدمرة للطرفين.
وتأتي الأزمات الاقتصادية العالمية
يشكل الاقتصاد أحد المحركات الرئيسة للتوترات الدولية.
ففي حالات الأزمات الاقتصادية الكبرى، قد تلجأ الدول إلى استراتيجيات توسعية أو تسعى للهيمنة على مناطق معينة لتحسين أوضاعها الداخلية.
في عالم مترابط اقتصاديًا، مثلما هو الحال اليوم، قد تؤدي الأزمات المالية إلى تفاقم التوترات العسكرية.
وقد تؤدى التهديدات الإقليمية والصراعات المحلية
العديد من النزاعات الإقليمية د لتكون بمثابة “فتيل” للانفجار على مستوى عالمي.
فعلى سبيل المثال، النزاع في أوكرانيا أو الأزمات في الشرق الأوسط قد تتحول إلى مواجهات شاملة إذا دخلت قوى عظمى أخرى في النزاع لدعم أحد الأطراف.
والسؤال الذى يطرح نفسه على مستوى جميع الأصعدة
هل هناك أمل في تجنب الحرب العالمية؟
على الرغم من التوترات المتزايدة، فإن هناك آليات دبلوماسية وصفت بأنها تمثل خط الدفاع الأول ضد اندلاع الحرب العالمية الثالثة.
فالتعاون الدولي عبر منظمات مثل الأمم المتحدة، ومعاهدات الحد من انتشار الأسلحة، والجهود الساعية لتهدئة النزاعات،
تساهم بشكل كبير في منع التصعيد.
علاوة على ذلك، فإن الاعتبارات الاقتصادية تظل حافزًا قويًا للدول للحفاظ على الاستقرار وعدم الدخول في حرب شاملة.
فالحروب العالمية الحديثة ستكون مكلفة للغاية من حيث الأرواح والموارد الاقتصادية،
مما يجعل الدبلوماسية خيارًا مفضلًا لدى العديد من الدول الكبرى.
الخلاصة بينما تظل احتمالية اندلاع حرب عالمية ثالثة قائمة في ظل التوترات العالمية المتزايدة،
فإن العالم اليوم يختلف عن العصور السابقة من حيث وجود آليات للتهدئة والحد من التصعيد.
ورغم أن التحديات الجيوسياسية والاقتصادية قائمة،
إلا أن التعاون الدولي والدبلوماسية يبقيان الأمل الأبرز في تجنب كارثة عالمية جديدة