مقالات وآراء

الوباء الذي يتخفّى خلف الكاميرا

بقلم - محمود سعيد

في كل زمان يظهر نوع من الأشخاص لا يعيش إلا على أنقاض غيره، يتغذّى على المشاعر المكسورة ويقتات من ضعف الآخرين. وفي الوسط الفني، هناك من يحمل هذا الطابع ولكن في ثوبٍ براقٍ يخدع الأبصار.

إنها ممثلة تهوى أن تدخل حياة زملائها، لا بدافع الفن أو الزمالة، بل بدافع السيطرة. تتقرب بابتسامة، وتتوغل بخطوات محسوبة، حتى تجد لنفسها مكانًا في قلب رجل متزوج، ثم تبدأ الحكاية التي تنتهي دومًا بالفوضى.

تدخل حياتهم مثل الوباء، لا تُعلن عن نفسها في البداية، لكنها تنتشر بهدوء، تزرع الشك في البيوت، وتفسد الاستقرار العائلي الذي بُني بسنواتٍ من الحب والتفاهم. لا تهتم بدموع زوجة ولا بأبناءٍ ضحايا، فكل ما يعنيها أن تشعر بأنها ما زالت “محط الاهتمام”.

المؤلم في الأمر أن هذا النوع من الشخصيات لا يدرك أنه يُسيء للفن قبل أن يُسيء لنفسه. الفنان الحقيقي يُخلّد بأعماله، لا بعلاقاته، ويُذكر بموهبته، لا بخلافاته. أما من يجعل حياته الخاصة مادة للجدل، فهو يحرق ما تبقّى من صورته في نظر الجمهور.

الوسط الفني بحاجة إلى من يضيف إليه قيمةً أخلاقية وجمالية، لا من يجعله ساحة للفضائح والمشاعر الملوّثة. فالفن رسالة، والنجومية مسؤولية، ومن ينسى ذلك، يتحوّل من فنان إلى عابرٍ في ذاكرة العابرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock