عربي وعالمي

“اليماحي”: المرحلة الراهنة تتطلب الانتقال من إدارة الأزمات إلى معالجة جذورها بحلول عربية مستدامة

علاء حمدي

أكد معالي محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، أن المرحلة الراهنة تتطلب الانتقال من إدارة الأزمات إلى معالجة جذورها بحلول عربية مستدامة، مشيرًا إلى أن المنطقة العربية ما تزال تواجه أزمات ممتدة ومعقدة، تتطلب تعزيز العمل العربي المشترك، ومشددًا في الوقت ذاته، على التضامن الكامل مع كافة الدول العربية فيما تواجهه من تحديات تمس أي شكل من أشكال الأمن القومي العربي.

جاء ذلك في كلمته أمام الجلسة العامة للبرلمان العربي من دور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي الرابع، التي عقدت مساء اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بحضور معالي رولاندو باتريسيو رئيس برلمان أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.

وقال اليماحي إن دور الانعقاد الماضي شكل قاعدة صلبة سننطلق منها بعزيمة أقوى نحو مرحلة جديدة من البناء، والدفاع عن قضايا الأمة بعدالة ووضوح واقتدار.

وعلى صعيد التطورات في فلسطين أكد اليماحي أن القضية الفلسطينية ستظل القضية الأولى والمركزية للأمة العربية، مشددًا على أن تحقيق السلام العادل والشامل يبدأ وينتهي بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها مدينة القدس.

وثمن رئيس البرلمان العربي ما قامت به جمهورية مصر العربية، ودولة قطر، والجمهورية التركية في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وبجهود عربية وإسلامية حثيثة، هذا الاتفاق التاريخي الذي احتضنته مدينة السلام ” شرم الشيخ”، مؤكدًا أن المرحلة الراهنة تستدعي توحيد الموقف العربي والإسلامي والدولي لحشد الدعم من أجل إعادة إعمار غزة وفق الخطة العربية.

ودعا اليماحي دول العالم وكافة المؤسسات الدولية المعنية إلى المشاركة الفاعلة في مؤتمر إعادة الإعمار المزمع عقده في جمهورية مصر العربية خلال شهر نوفمبر المقبل، والمساهمة في إعادة بناء ما دمره الاحتلال فضلًا عن ضرورة الاستمرار في محاسبة كيان الاحتلال عما ارتكبه من جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، أمام المحاكم الدولية المختصة.

وجدد اليماحي مطالبته بتشكيل مجموعة عمل برلمانية دولية لدعم جهود تثبيت وقف إطلاق النار وحشد الدعم الدولي لمؤتمر إعادة الإعمار، مشيدًا بالجهود الحثيثة والمُشرفة التي قامت بها المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة من خلال رعايتها الكريمة لمؤتمر حل الدولتين، وهي الجهود التي مهدت للاعتراف الدولي المتزايد بالدولة الفلسطينية.

وعلى صعيد التطورات في السودان، أكد اليماحي دعم البرلمان العربي الكامل لكل الجهود الرامية إلى إنهاء الأزمة في السودان، مدينًا بشدة الانتهاكات الجسيمة والجرائم المروعة والوحشية التي تقوم بها قوات الدعم السريع بحق المدنيين خاصة في مدينة الفاشر، ومطالبًا بالوقف الفوري لهذه المجازر ومحاسبة مرتكبيها.

وفي اليمن، أكد اليماحي دعم البرلمان العربي للجهود العربية والدولية من أجل التوصل إلى حلٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، والذي يقوم على المرجعيات المتفق عليها دوليًا، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.

وفي سوريا، أكد اليماحي دعم البرلمان العربي الكامل لحق الشعب السوري في الأمن والاستقرار، داعيًا إلى مساعدة سوريا على تجاوز المرحلة الراهنة بنجاح، وبما يحفظ سيادتها ووحدة أراضيها ويعيدها إلى عمقها العربي الفاعل.

وفي ليبيا، جدد اليماحي موقف البرلمان العربي الثابت في الوقوف إلى جانب الأشقاء في ليبيا، ودعم جهودهم لاستكمال الاستحقاقات الدستورية وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في أقرب وقت ممكن، بما يحقق تطلعات الشعب الليبي الشقيق في بناء دولة موحدة آمنة مستقرة.

وفي لبنان، أدان اليماحي مجددًا الاعتداءات الغاشمة التي يواصل كيان الاحتلال الإسرائيلي ارتكابها على الأراضي اللبنانية وانتهاك سيادتها بصورة متكررة وممنهجة، محذرًا من خطورتها على الأمن والاستقرار في المنطقة. وطالب رئيس البرلمان العربي المجتمع الدولي باتخاذ موقف حاسم يضع حدًا لهذه الاعتداءات، وإلزام كيان الاحتلال باحترام قرارات الشرعية الدولية ووقف سياساته العدوانية وانتهاكاته المستمرة لسيادة لبنان.

وعلى صعيد أزمة سد النهضة جدد اليماحي دعم البرلمان العربي التام لجمهورية مصر العربية في الدفاع عن أمنها المائي، مشددًا على أنه جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي. وأكد رئيس البرلمان العربي الدعم الكامل لكل ما تتخذه جمهورية مصر العربية من إجراءات وسياسات لحماية وصون حقوقها التاريخية في مياه النيل، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته ودعم المسار القائم على التفاوض العادل والمسؤول، الذي يضمن عدم الإضرار بمصالح مصر والسودان في هذا الشريان الحيوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock