
يُصادف العالم في السادس عشر من نوفمبر من كل عام اليوم الدولي للتسامح، وهو مناسبة عالمية تُذكّر بأهمية ترسيخ قيم التعايش والاحترام المتبادل بين البشر على اختلاف ثقافاتهم وأديانهم وأعراقهم. وقد أقرّت منظمة الأمم المتحدة هذا اليوم تعزيزًا للسلام ورفضًا لكل أشكال التعصب والعنف والكراهية التي تهدد المجتمعات الإنسانية.
يمثّل التسامح قيمة أخلاقية وإنسانية عالية، إذ يُسهم في بناء مجتمعات متماسكة تحترم حقوق الإنسان وتقدّر التنوع الثقافي. فوجود اختلاف بين البشر أمر طبيعي، لكن القدرة على تقبّل هذا الاختلاف والتعامل معه بروح إيجابية هو ما يصنع مجتمعًا مزدهرًا وآمنًا. ويظهر التسامح في السلوك اليومي من خلال الحوار، واحترام الرأي الآخر، وتفهّم ظروف الآخرين، والابتعاد عن الأحكام المسبقة.
إن الاحتفال باليوم الدولي للتسامح يُعد فرصة حقيقية لتعزيز الوعي لدى الأفراد، خصوصًا لدى فئة الشباب، بضرورة نشر ثقافة المحبة والتفاهم. كما يدعو هذا اليوم المؤسسات التعليمية والإعلامية والاجتماعية إلى تنظيم فعاليات تُرسّخ هذه القيم من خلال الندوات، والبرامج التثقيفية، وحملات التوعية التي تشجع على تقبل الآخر ونبذ خطاب الكراهية.
وفي ظل ما يشهده العالم من تحديات وصراعات، يصبح التسامح حاجة ملحّة وضرورة إنسانية لاستمرار الحياة المشتركة. فالتسامح ليس ضعفًا كما يظن البعض، بل هو قوة داخلية تدل على نضج أخلاقي وقدرة على التفكير بعقلانية بعيدًا عن الانفعال.
وفي الختام، فإن اليوم الدولي للتسامح يذكّرنا بأن الإنسانية أكبر من كل الخلافات، وأن بناء عالم يسوده السلام يبدأ من داخل كل فرد فينا، عبر كلمة طيبة، أو موقف متفهم، أو مبادرة تُرسّخ المحبة والأخوة
بين البشر.
اليوم العالمي للتسامح دعوة جديدة لترسيخ القيم والتعايش بسلام




