مقالات وآراء

اليوم العالمي للتضامن الإنساني… حين يصبح التكاتف ضرورة أخلاقية لا خيارًا

بقلم -محمد الرفاعي

في العشرين من ديسمبر من كل عام يُحيي العالم اليوم العالمي للتضامن الإنساني ذلك اليوم الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة ليكون تذكيرًا حيًّا بأن التضامن ليس قيمة مثالية تُرفع في الخطب بل ضرورة إنسانية تقوم عليها عدالة المجتمعات واستقرار العالم.
جاء هذا اليوم ليؤكد أن العلاقات بين الشعوب في القرن الحادي والعشرين يجب أن تُبنى على أسس إنسانية مشتركة في مقدمتها التعاون والتكافل والشعور بالمسؤولية الجماعية تجاه الفئات الأضعف والأكثر تضررًا فالتضامن في جوهره هو الإعتراف بأن مصير الإنسانية واحد وأن معاناة أي شعب هي جرح مفتوح في ضمير العالم كله.
التضامن ومكافحة الفقر إلتزام عالمي
في مؤتمر القمة العالمي للتنمية الإجتماعية التزمت الحكومات بالقضاء على الفقر بإعتباره حتمية أخلاقية واجتماعية وسياسية واقتصادية لا مجرد هدف تنموي ومن هذا المنطلق أنشأت الجمعية العامة للأمم المتحدة في فبراير 2003 صندوق التضامن العالمي ليكون أداة فاعلة لدعم التنمية البشرية والاجتماعية في الدول النامية ومساندة القطاعات الأكثر فقرًا وتهميشًا.
لم يكن إنشاء هذا الصندوق إجراءً إداريًا عابرًا بل ترجمة عملية لإيمان المجتمع الدولي بأن الفقر ليس قدرًا محتومًا وأن مواجهته تبدأ بتكاتف الجهود وإشراك جميع أصحاب المصلحة من حكومات ومؤسسات ومنظمات وأفراد.
قيمة إنسانية في مواجهة الأزمات
يأتي اليوم العالمي للتضامن الإنساني في عالم تتزايد فيه الأزمات من الفقر والنزاعات والتهجير والقسري والكوارث الطبيعية وانتهاكات لحقوق الإنسان وفي ظل هذه التحديات يصبح التضامن هو الخط الفاصل بين عالم يسوده الصراع وآخر تحكمه الإنسانية
إن إعلان هذا اليوم يذكّر بأهمية التضامن لتحقيق المعاهدات الدولية وبرامج عمل المؤتمرات العالمية والإتفاقيات متعددة الأطراف ويؤكد أن التنمية الحقيقية لا تُقاس بالأرقام وحدها بل بقدرة العالم على حماية الإنسان وصون كرامته وضمان حقه في الحياة الكريمة.
التضامن… جوهر رسالة الأمم المتحدة
منذ تأسيسها قامت الأمم المتحدة على مفهوم التضامن بوصفه حجر الزاوية في عملها حيث اجتمعت شعوب العالم لتعزيز السلام وإحترام حقوق الإنسان ودعم التنمية الاقتصادية والإجتماعية وقد تجسّد هذا المفهوم في مبدأ الأمن الجماعي القائم على اتحاد الدول لحماية السلم والأمن الدوليين انطلاقًا من إيمان راسخ بأن لا أحد آمن ما لم يكن الجميع آمنين.
رسالة اليوم
اليوم العالمي للتضامن الإنساني ليس مناسبة احتفالية عابرة بل دعوة مفتوحة للضمير العالمي
دعوة لأن نرى في آلام الآخرين مسؤوليتنا وفي احتياجاتهم واجبًا إنسانيا وفي التعاون طريقًا وحيدًا لبناء عالم أكثر عدلًا وسلامًا
فبالتضامن تُهزم العزلة وبالتكاتف تُصنع العدالة
وبالإنسانية المشتركة… فقط يصبح المستقبل ممكنًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock