ومع أن الذكاء الاصطناعي أصبح شريكًا في العملية التعليمية، إلا أن دوره لا يمكن أن يحل محل دفء المعلم الإنساني الذي يغرس القيم ويصنع الوجدان.
المعلم صانع الإنسان لا ناقل المعلومة
لم يعد دور المعلم مقتصرًا على تقديم المعرفة أو تدريب العقول على الحفظ، بل أصبح هو المربي والموجّه الذي يزرع في نفوس طلابه المعنى قبل المعلومة. فهو من يعلّمهم كيف يفكرون، لا فقط ماذا يتعلمون.
وفي زمن الذكاء الاصطناعي، الذي يمكنه أن يجيب عن الأسئلة في ثوانٍ، تصبح قيمة الإنسانية والضمير والتمييز الأخلاقي هي الفارق الحقيقي الذي يصنعه المعلم داخل الطالب.
التنشئة القيمية في عالمٍ متغير
يُواجه أبناؤنا اليوم عالمًا رقميًا مفتوحًا، تختلط فيه الحقائق بالآراء، والفضائل بالمغريات.
وهنا يأتي دور المعلم في تربية الوعي القيمي، من خلال دمج المبادئ الأخلاقية والإنسانية في التعليم اليومي، لا عبر الخطب والمواعظ، بل بالمواقف، والقدوة، والحوار.
فحين يتعامل المعلم مع طلابه باحترام وعدل، فهو يُدرّس درسًا في الكرامة أكثر تأثيرًا من أي منهج.