دين ومجتمع

امرأة تشرفت برؤية جبريل عليه السلام

جريدة الصوت

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، الحمد لله الذي خلقنا وسوانا،

وله الحمد على ما ربانا فيه على موائد البر والكرم،

والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد الذي أدبه وأحسن خلقه،

وأثنى عليه سبحانه بقوله ” وإنك لعلي خلق عظيم ” وعلى آله وأصحابه ومن سار على دربه من الذي صلحت قلوبهم وأنفسهم،

وحسنت أخلاقهم وكانوا من الفائزين بإحسان إلى يوم الدين،

وبعد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن أمهات المؤمنين،

ومن أمهات المؤمنين هي السيدة زينب بنت خزيمة رضي الله عنها،

ويقال لها أم المساكين لكثرة إطعامها المساكين وهي من بني عامر بن صعصعة

وتوفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي،

فيكفيها شرفا وفخرا أنها إحدى أمهات المؤمنين اللاتي ضرب عليهن الحجاب.

والللاتي هن أزواج نبيه المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، وكانت وفاتها سنة أربع للهجرة رضي الله عنها وأرضاها، وكما أن من أمهات المؤمنين هي السيدة أم سلمة رضي الله عنها، وإسمها هند بنت أبي أميمة القرشية المخزومية، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن السيدة أم سلمة رضي الله عنها قالت ” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها ” قالت فلما مات أبو سلمة قلت أي المسلمين خير من أبي سلمة أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرسل لي رسول صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني لرسول الله صلى الله عليه وسلم “

وكان من مناقبها رضي الله عنها أنها تشرفت برؤية جبريل حيث رأته عليه السلام في صورة دحية الكلبي، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي عثمان قال ” أنبئت أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أم سلمة فجعل يتحدث فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة من هذا ؟ أو كما قال قالت هذا دحية فلما قام قالت والله ما حسبته إلا إياه حتى خطبه النبي صلى الله عليه وسلم يخبر خبر جبريل ” وقال الإمام النووي ” وفيه منقبة لأم سلمة رضي الله عنها وفيه جواز رؤية البشر الملائكة ” وقال العلامة ابن القيم ” ومن خصائصها أن جبريل دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهي عنده فرأته في صورة دحية الكلبي ” وقد أكرمها الله بالصواب والسداد فيما تشير به ومن ذلك لما أشارت به على النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية.

حينما أمر الصحابة أن يحلقوا رؤوسهم وينحروا هديهم فتثاقلوا ذلك طمعا منهم في أن يدخلوا مكة ويطوفوا بالبيت، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه ” فلما فرغ من قضية الكتاب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه ” قوموا فانحروا ثم احلقوا ” قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة يانبي الله، أتحب ذلك، اخرج لا تكلم أحدا منهم كلمة، حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيلحقك، فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك، نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا، حتى كاد بعضهم يقتل غما” فهذه الأدلة فيها أنها كانت عظيمة القدر والمكانة وهي آخر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم موتا وقيل ميمونة رضي الله عنها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock