عربي وعالمي

امريكا تحذر واسرائيل ترتبك

جريدة الصوت

بقلم.. سمير حسني ياسين

كشفت التايمز أن مسؤولين أمريكيين حذروا إسرائيل من أن هناك حدوداً لقدرتها على الدفاع عن نفسها في حال شنّت حرباً على حزب الله في لبنان. يأتي هذا التحذير في ظل تزايد التوترات في المنطقة والخوف من أن يؤدي أي تصعيد إلى صراع واسع النطاق.

تفاصيل التحذير الأمريكي
وفقاً للتقرير، نقل مسؤولون أمريكيون رسائل واضحة إلى نظرائهم الإسرائيليين، تشير إلى أن الولايات المتحدة قد لا تكون قادرة على تقديم الدعم الكامل في حال اندلاع نزاع كبير مع حزب الله. ويرجع هذا التحذير إلى مجموعة من

العوامل، منها التحفظات الأمريكية على تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، والرغبة في تجنب الانجرار إلى صراع آخر في المنطقة، بالإضافة إلى التركيز الأمريكي الحالي على تحديات أخرى، مثل مواجهة النفوذ الصيني المتزايد والتوترات مع روسيا.

رد فعل إسرائيل

من جانبها، عبّرت إسرائيل عن قلقها من تزايد قوة حزب الله وتوسيع ترسانته من الأسلحة المتطورة، والتي تشمل صواريخ دقيقة قادرة على الوصول إلى عمق الأراضي الإسرائيلية. وقد أشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أن حزب الله يمثل تهديداً وجودياً لا يمكن تجاهله، وأنهم قد يضطرون إلى اتخاذ إجراءات عسكرية لحماية أمنهم القومي.

التدخل الإيراني المحتمل

أضاف التقرير أن إيران لن تتوانى عن التدخل في حال شنت إسرائيل حرباً على حزب الله. وتعتبر طهران حزب الله حليفاً استراتيجياً في المنطقة وأداة لتحقيق نفوذها في الشرق الأوسط. ووفقاً للخبراء العسكريين، فإن أي هجوم إسرائيلي على حزب الله قد يؤدي إلى رد فعل إيراني قوي، سواء عبر دعم مباشر لحزب الله أو من خلال توسيع نطاق الصراع ليشمل جبهات أخرى في المنطقة، مثل سوريا والعراق.

آراء الخبراء العسكريين
يقول الخبراء العسكريون إن التحذير الأمريكي يأتي في وقت حساس، حيث تتزايد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، وكذلك بين إسرائيل وحزب الله. ووفقاً للمحلل العسكري ديفيد شميدت، فإن “إسرائيل قد تجد نفسها وحيدة في مواجهة حزب الله إذا ما قررت الولايات المتحدة عدم تقديم الدعم الكامل. وهذا يمكن أن يشجع إيران على مزيد من التدخل وتصعيد الصراع”.

وأضاف شميدت أن “إسرائيل تعتمد بشكل كبير على الدعم الأمريكي، سواء كان عسكرياً أو دبلوماسياً. وفي حال غياب هذا الدعم، قد تواجه إسرائيل تحديات كبيرة في التعامل مع تهديدات حزب الله”.

التداعيات الإقليمية
يعتبر هذا التحذير الأمريكي جزءاً من الجهود الرامية إلى تهدئة التوترات في المنطقة ومنع أي تصعيد يمكن أن يؤدي إلى حرب شاملة. ورغم أن التحذير قد يحد من احتمالات اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله في المستقبل القريب، إلا أنه يسلط الضوء على التحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة.

وفي الختام، يبدو أن التحذير الأمريكي لإسرائيل يمثل جزءاً من سياسة أوسع تهدف إلى منع التصعيد في الشرق الأوسط وتجنب الانجرار إلى صراعات جديدة. ولكن يبقى السؤال قائماً حول كيفية توازن الولايات المتحدة بين دعم حلفائها في المنطقة وبين تجنب الانجرار إلى حروب جديدة قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بشكل أكبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock