عربي وعالمي

 انتهاء جولة مفاوضات الدوحة لوقف إطلاق النار بغزة

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبى

 

انتهت اليوم جولة استغرقت يومان من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، بالعاصمة القطرية الدوحة، وسط جهود الوسطاء لإتمام اتفاق قريب.

 وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن قمة الدوحة لم تحقق اختراقا في المفاوضات، على عكس تصريحات الأطراف المنخرطة في المباحثات التي تحدثت عن تقدم ملموس نحو الاتفاق. 

وبدأت أمس الخميس بين إسرائيل ووسطاء أحدث جولات المحادثات المتقطعة لإنهاء الحرب في غزة التي أسفرت عن استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين. ولم تشارك حركة حماس مباشرة في المحادثات، لكن يتم إطلاعها على ما يتحقق من تقدم. 

وذكر مسؤولون إسرائيليون إن المحادثات ضمت رئيس المخابرات دافيد برنياع ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار ومنسق ملف المحتجزين في الجيش الإسرائيلي نيتسان ألون. 

وأرسل البيت الأبيض مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية بيل بيرنز ومبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط بريت ماكغورك إلى المحادثات. كما شارك فيها رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عباس كامل. 

وعُقدت المحادثات في أجواء تخيم عليها مخاوف من التصعيد في المنطقة، إذ تهدد إيران بالثأر من إسرائيل بعد اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران يوم 31 يوليو/تموز.

 

بيان ثلاثي 

وقالت مصر وقطر والولايات المتحدة في بيان مشترك إن واشنطن قدمت مقترحا جديدا يعتمد على نقاط تم الاتفاق عليها في الأيام القليلة الماضية ويضيق هوة الخلاف بين الجانبين بما قد يسمح بتنفيذ سريع لاتفاق. 

وقال الوسطاء إنهم سيواصلون العمل على الاقتراح في الأيام المقبلة.

 مصر وقطر والولايات المتحدة وصفوا محادثات الدوحة بالجادة والبناءة وبأنها أُجريت في أجواء إيجابية، وقالوا في البيان «الآن أصبح الطريق ممهدا لتحقيق هذه النتيجة، وإنقاذ الأرواح وتقديم الإغاثة لشعب غزة وتهدئة التوترات الإقليمية». 

كما ستواصل الفرق الفنية العمل خلال الأيام المقبلة على تفاصيل التنفيذ، بما في ذلك الترتيبات لتطبيق الجزئيات الإنسانية الشاملة للاتفاق، بالإضافة إلى الجزئيات المتعلقة بالمحتجزين. 

واستكمالا لما تحقق في الدوحة، أعلن الوسطاء الثلاثة أن كبار مسؤوليهم سيجتمعون مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل، مشددين على أنه لم يعد هناك وقت لإضاعته ولا أعذار يمكن أن تقبل من أي طرف.


موقف حماس
 

ورغم عدم صدور رد رسمي من حماس بشأن اجتماعات الدوحة، فإن قياديا في الحركة صرح لرويترز بأن المخرجات التي تم إبلاغهم بها لا تتضمن الالتزام بما تم الاتفاق عليه في الثاني من يوليو/تموز الماضي.

 وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي في حماس لرويترز إن إسرائيل لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه في محادثات سابقة، مشيرا إلى ما أبلغهم به وسطاء بشأن نتائج المحادثات. 

واتهم سامي أبو زهري القيادي الكبير في حماس الولايات المتحدة بمحاولة شراء الوقت لإسرائيل، قائلا إن واشنطن «لا تملك أي جدية لوقف الحرب». 

وأضاف أن «استمرار حرب الإبادة على شعبنا هو وصفة لانفجار غير مسبوق بالمنطقة».

 

الموقف الإسرائيلي 

أما في ما يتعلق بالموقف الإسرائيلي بشأن المباحثات، فقد ذكرت القناة 13 العبرية أن تل أبيب وافقت على خفض الوجود العسكري في محور فيلادلفيا جنوبي قطاع غزة، كما تم الاتفاق على عدد المحتجزين الذين سيتم إطلاق سراحهم أسبوعيا، وآلية إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين. 

وقالت القناة 13 إن نتنياهو طلب إجلاء الأسرى الفلسطينيين الكبار إلى الخارج. وأضافت موضحة: «لم يتم تحديد هوية المحتجزين الذين سيطلق سراحهم بمسمى المحتجزين الإنسانيين». 

وتصر إسرائيل على أن تضم قائمة المحتجزين الإنسانيين كذلك فئة الشباب المرضى والجرحى وليس فقط النساء والعُجز.

وقال مسؤول إن الوفد الإسرائيلي في الدوحة سيعود إلى إسرائيل لاحقا، اليوم الجمعة، وإن من المتوقع أن يجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يوم الإثنين.

 

الموقف الأميركي 

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الاتفاق «أقرب بكثير» مما كان عليه قبل بدء المحادثات، لكن أضاف «لم نتوصل لاتفاق بعد». 

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، اليوم الجمعة، إن الوزير أنتوني بلينكن سيتوجه إلى إسرائيل غدا السبت لمواصلة الجهود الدبلوماسية لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين في غزة. 

وقال مسؤول كبير بإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الجمعة، إن مفاوضات الدوحة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والتوصل إلى اتفاق لتحرير المحتجزين من أكثر المحادثات البناءة التي أجرتها الأطراف منذ أشهر. 

وأضاف أن المفاوضين يعتقدون أن الاتفاق جاهز للمضي قدما، وإن كان لا يزال يلزم إنجاز بعض الأعمال. 

وقال بايدن على حسابه في منصة إكس إن كبار المسؤولين من الدول الوسيطة سيجتمعون في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل بهدف إبرام صفقة، وفقًا للشروط التي طرحت اليوم.

وأضاف: «الآن أصبح الطريق ممهدًا للتوصل إلى نتيجة من شأنها إنقاذ الأرواح، وتخفيف معاناة شعب غزة، وتهدئة التوترات الإقليمية».

 

نقاط خلافية 

ومن أبرز النقاط الخلافية في المفاوضات، إصرار إسرائيل على أن السلام لن يتحقق إلا بالقضاء على حماس، بينما تقول الحركة الفلسطينية إنها لن تقبل إلا بوقف دائم لإطلاق النار وليس مؤقتا. 

ومن بين الصعوبات الأخرى ترتيب وتسلسل خطوات الاتفاق، وعدد وهوية السجناء الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم إلى جانب المحتجزين الإسرائيليين، والسيطرة على الحدود بين غزة ومصر، وحرية حركة الفلسطينيين داخل غزة. 

كما تواصل إسرائيل قصفها العدواني على أنحاء غزة وأصدرت أوامر جديدة، اليوم الجمعة/ بإخلاء مناطق في جنوب ووسط غزة كانت محددة في السابق بأنها مناطق إنسانية آمنة. 

ومع فرار المئات من الأسر بما أنقذوه من المتعلقات، دعت الأمم المتحدة إلى هدنة تستمر أسبوعا من أجل التطعيم ضد شلل الأطفال الذي يتفشى بين النازحين. 

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الجمعة، تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بشلل الأطفال في قطاع غزة في مدينة دير البلح لطفل يبلغ من العمر 10 أشهر لم يتلق أي التطعيم ضد الفيروس. 

ومع إرسال سفن حربية وغواصات وطائرات حربية أميركية إلى المنطقة للدفاع عن إسرائيل وردع أي هجوم محتمل، تأمل واشنطن في أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى منع اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock