انفراد حصري: العسّاف وهارموني عربي يشعلان المشاعر الوطنية بأغنية “أنا مصري أهوى التحدي”

تأتي الأغنية كتجسيد صادق لمشاعر الانتماء والفخر بالهوية المصرية، إذ تعبّر كلماتها عن صورة المصري المكافح الذي لا يعرف الهزيمة، ولا ينكسر أمام الصعاب، بل يجعل من التحدي طريقًا للنجاح ومن الإصرار وقودًا للحياة. يبدأ العمل بمطلع مؤثر يهز الوجدان ويُشعل الحماس الوطني:

«لو كان الزمان ضدي.. أنا مصري أهوى التحدي، السماء سقف طموحي.. واليأس ليس بندي»، وهي كلمات تنسج في سطورها معنى الكبرياء الوطني وروح الشموخ التي يتميز بها المصري أينما كان.

ويواصل الشاعر والمنتج حازم العساف في رسم لوحة شعرية مفعمة بالقوة والصلابة، إذ يقول في مقطع آخر من الأغنية:

«أنا الإصرار أنا العزيمة.. أنا أرفض أي هزيمة، في داخلي همة عظيمة.. أنا أحفر الصخر بيدي»، وهي كلمات تختصر فلسفة الشخصية المصرية التي تؤمن بأن الإرادة لا تُقهر، وأن المجد لا يُمنح بل يُنتزع بالكفاح والعمل الجاد.

ولا تكتمل الملحمة دون اللمسة الوجدانية التي تعبر عن علاقة المصري بوطنه، تلك العلاقة التي تتجاوز حدود الكلمات إلى نبض القلب ودماء العروق، حين يقول العساف في أحد المقاطع البديعة:

«أنتِ يا مصر قصة حبي.. وتشهد دقات قلبي، لو تطلبي روحي ألبي.. لأنك أغلى ما عندي»، وهي أبيات تفيض بالحب والولاء، وتجعل من الأغنية رسالة عشق خالدة من الشعب إلى الوطن.

أما على المستوى الموسيقي، فقد أبدع الموزع محمد القيسي في بناء توليفة صوتية متكاملة تمزج بين الأصالة والمعاصرة، حيث قدّم لحناً يجمع بين قوة الإيقاع الوطني وروح الموسيقى الحديثة، مما منح الأغنية نغمة حماسية تلامس المشاعر وتغذي الروح الوطنية لدى المستمع. الصوت الجماعي لفرقة هارموني عربي جاء متناغمًا ومفعمًا بالحيوية، يعكس روح الوحدة والتكاتف التي تشكّل جوهر الأغنية ورسالتها.

وفي الإخراج، قدّم تامر نصر عملاً بصريًا راقيًا يليق بعظمة الفكرة، إذ استخدم في الفيديو كليب تقنيات تصوير متطورة ومشاهد رمزية عكست معنى الصمود والعزيمة، فتنوعت اللقطات بين مشاهد تعبّر عن العمل والجهد والبناء، وأخرى تجسد لحظات من التاريخ المصري المجيد، لتخرج الأغنية في النهاية كعمل فني متكامل يحمل رسالة وطنية راقية وصورة جمالية آسرة.

تم طرح أغنية “أنا مصري أهوى التحدي” رسميًا على القناة الخاصة بالمنتج حازم العساف عبر موقع “يوتيوب”، إلى جانب عرضها على القنوات الفضائية والمنصات الرقمية المختلفة، حيث لاقت منذ لحظاتها الأولى انتشارًا واسعًا وتفاعلًا كبيرًا من الجمهور الذي وجد فيها صوتًا يعبر عنه وعن فخره بوطنه، وصدىً يوقظ بداخله روح التحدي والأمل.

ويُعد هذا العمل الجديد استمرارًا لمسيرة العساف في تقديم أعمال تحمل مضمونًا إنسانيًا ووطنيًا عميقًا، إذ يُعرف بقدرته على المزج بين الكلمة الصادقة واللحن المؤثر، ليصنع من كل عمل تجربة وجدانية متكاملة. كما تُثبت فرقة هارموني عربي مجددًا أنها واحدة من الفرق العربية القليلة التي تُحسن الغناء الجماعي بأسلوب احترافي يجمع بين الطاقة والصدق الفني.

في النهاية، تأتي أغنية “أنا مصري أهوى التحدي” كرسالة فخر موجهة من الفن إلى الوطن، تُعيد التأكيد على أن مصر — بعزيمة أبنائها — لا تعرف المستحيل، وأن روح أكتوبر التي صنعت التاريخ لا تزال تنبض في كل مصري يؤمن بأن التحدي طريق المجد، وأن الحب الحقيقي للوطن يُترجم بالعمل، والإصرار، والإبداع.