فن وثقافة
انفراد خاص: تكريم النجم الإماراتي الكلاسيكي الأول أحمد الحوسيني في جائزة “واو الحمراء”
الكاتب والناقد الفني عمر ماهر

في لحظة فنية خالدة، شهدت مدينة دبي ليلة استثنائية بكل المقاييس، حيث تم تكريم النجم الإماراتي الكلاسيكي الأول أحمد الحوسيني في واحدة من أرقى وأهم المحافل الثقافية والفنية في الشرق الأوسط، وهي جائزة “واو الحمراء” التي نظمتها منصة صوت الشرق الأوسط وسط حضور فني كبير ولفيف من نجوم الطرب والموسيقى والتمثيل والإعلام، ليكون هذا الحدث بمثابة اعتراف رسمي بمكانة الحوسيني الرفيعة كأحد أعمدة الفن الكلاسيكي العربي الحديث، وصاحب بصمة نادرة ومتفردة على مستوى الصوت، الأسلوب، والرؤية الفنية.
جاء هذا التكريم كتتويج طبيعي لمسيرة حافلة بالعطاء الراقي، حيث يُعد أحمد الحوسيني من القلائل الذين تمسكوا بالأصالة في زمن اجتاحته الإيقاعات السريعة والموجات التجارية السطحية، فظل وفيًّا للمدرسة الكلاسيكية التي تمتد جذورها إلى عمالقة الطرب العربي الأصيل، مثل محمد عبدالوهاب، وأم كلثوم، وفريد الأطرش، لكنه في الوقت ذاته نجح في أن يُطوّر تلك المدرسة بطريقته الخاصة، وأن يدمج بين الرقي الموسيقي العربي والنَفَس الخليجي المحمَّل برائحة الصحراء، ودفء العود، وحنين الرمل، ليصنع لنفسه مكانة لا ينافسه فيها أحد داخل المشهد الغنائي الإماراتي والخليجي والعربي على حد سواء.
وفي حفل استمر لساعات طويلة، تسلّم الحوسيني درع التكريم من رئيس الجائزة وسط تصفيق حاد وهتافات الحضور، الذين عبّروا عن تقديرهم العميق لهذا الفنان، الذي طالما اعتُبر سفيرًا للأغنية الكلاسيكية الإماراتية في المحافل الدولية.
.
وقد ألقى الحوسيني كلمة مرتجلة أثّرت في الجميع، بدأها بامتنان صادق قائلاً: “هذا التكريم لا يخصني وحدي، بل هو لكل فنان قرر ألا يستسلم، لكل صوت قرر أن يظل حرًا، ولكل قلب آمن أن الموسيقى مش بس تسلية، لكن كمان رسالة”.
ثم أضاف بابتسامة خفيفة الظل: “أنا يمكن مش أكتر واحد بيغني، لكن أكتر واحد بيحب الغنا”، ليتحوّل الحفل إلى حالة وجدانية تداخلت فيها المشاعر بين الفخر، والامتنان، والتاريخ الحي الذي مثّله الحوسيني فوق الخشبة.
وقد جاء هذا التكريم في إطار الاحتفال السنوي الذي تنظمه منصة “صوت الشرق الأوسط”، بالتعاون مع مؤسسات ثقافية مرموقة، تحت عنوان “واو الحمراء”، والتي تُمنح فقط لأولئك الذين صنعوا فرقًا حقيقيًا في مجال الفن والموسيقى، سواء من حيث القيمة الفنية أو التأثير الجماهيري، وهي جائزة تعتمد في اختياراتها على معايير صارمة تجمع بين الإنجاز الفني، والتاريخ الشخصي، ومدى الأصالة والتجديد في الإنتاج الإبداعي.
وتُعد الجائزة ذات طابع نخبوي، تُمنح فقط بعد تصويت لجنة متخصصة تضم نقادًا موسيقيين وأكاديميين وفنانين من مختلف الدول العربية، مما يجعل حصول أحمد الحوسيني عليها بمثابة شهادة جودة فنية لا تقبل الجدل، وتأكيد على أن الأصالة لا تموت، بل تعود من جديد بأقوى مما كانت عليه في عصر الزحام الرقمي.