فن وثقافة
انفراد خاص كريم الحسيني سعيد جدًا بعرض «النمر»… نجاح لافت والجمهور يطالب بليلة عرض جديدة
الناقد الفني عمر ماهر

في انفراد خاص، عبّر النجم والمخرج كريم الحسيني عن سعادته الكبيرة بالنجاح اللافت الذي حققته مسرحية «النمر»، مؤكدًا أن ردود الفعل التي تلقاها عقب العرض فاقت كل التوقعات، سواء من الجمهور أو من المتخصصين في المسرح، حيث تحولت الليلة الوحيدة للعرض إلى حالة فنية وإنسانية كاملة، امتزجت فيها المتعة بالرسالة، والفرجة بالوعي، والطفولة بالحلم، في تجربة مسرحية غنائية استعراضية ناقشت قضية التنمّر من زاوية مختلفة وغير تقليدية، تخاطب العقل والقلب في آنٍ واحد، وتمنح الأطفال مساحة حقيقية للتعبير عن أنفسهم باعتبارهم نجوم الغد وصُنّاع المستقبل.
وأكد كريم الحسيني أن «النمر» لم تكن مجرد مسرحية عابرة، بل مشروع فني متكامل استغرق وقتًا وجهدًا كبيرين في التحضير، بدءًا من اختيار الفكرة التي تمس واحدة من أخطر القضايا التي تواجه الأطفال في المدارس والمجتمع، مرورًا بصياغة عرض غنائي استعراضي يعتمد على الطاقة والحركة والموسيقى، وصولًا إلى تقديم تجربة بصرية وإنسانية قادرة على توصيل رسالة واضحة دون مباشرة أو وعظ، وهو ما انعكس بوضوح على تفاعل الجمهور الذي لم يكتفِ بالتصفيق، بل خرج وهو يردد الأغاني ويتحدث عن الفكرة ويطالب بإعادة العرض مرة أخرى.
وشهد مسرح نجيب الريحاني بعماد الدين في وسط البلد أجواءً استثنائية في ليلة عرض «النمر»، حيث امتلأت القاعة بالحضور من مختلف الأعمار، من أطفال وأسر ومهتمين بالمسرح، ليعيش الجميع تجربة مختلفة، تعتمد على الأداء الصادق لأطفال موهوبين قدموا أنفسهم كنجوم حقيقيين على خشبة المسرح، وسط تصميمات استعراضية وحركية جذابة، وأغانٍ تحمل رسائل إيجابية عن تقبّل الآخر، والثقة بالنفس، ومواجهة التنمّر بالقوة الداخلية والإيمان بالذات، وهي الرسائل التي وصلت بسلاسة وذكاء إلى الجمهور دون افتعال.
وأوضح كريم الحسيني أن أكثر ما أسعده في هذا العمل هو حالة التفاعل الصادق مع الأطفال المشاركين في البطولة، مشيرًا إلى أنهم لم يكونوا مجرد مؤدين، بل شركاء حقيقيين في التجربة، حيث لمس في أعينهم الشغف والطموح والرغبة في تقديم أفضل ما لديهم، وهو ما جعله يشعر بأن «النمر» ليست فقط مسرحية، بل منصة لاكتشاف مواهب جديدة وصناعة جيل فني واعٍ، قادر على استخدام الفن كأداة للتغيير الإيجابي، وليس مجرد وسيلة للترفيه.
وبعد انتهاء العرض، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات الإشادة والثناء، حيث طالب عدد كبير من الجمهور بإعادة تقديم المسرحية في عروض جديدة، خاصة أن العرض قُدِّم ليوم واحد فقط، وهو ما جعل كثيرين يشعرون بأنهم فاتهم حدث فني مهم، بينما رأى آخرون أن «النمر» تستحق جولة عروض أطول، نظرًا لأهميتها الفنية والتربوية، وقدرتها على مخاطبة الأسرة بالكامل، وليس الأطفال فقط.
وتُعد مسرحية «النمر» تجربة غنائية استعراضية متكاملة، تناقش قضية التنمّر بشكل مختلف، بعيدًا عن الطرح التقليدي، حيث تعتمد على الموسيقى والحركة والدراما في إيصال الفكرة، في عرض مؤثر، ممتع، ومليء بالطاقة والأحلام، يضع الأطفال في قلب الحدث، ويمنحهم الثقة بأنهم قادرون على المواجهة، وأن الاختلاف قوة وليس ضعفًا، في رسالة إنسانية راقية تتماشى مع احتياجات العصر.
ويُحسب لكريم الحسيني جرأته في تقديم عمل مسرحي موجه للأطفال بقيمة فنية حقيقية، في وقت يعاني فيه مسرح الطفل من قلة الإنتاج والاهتمام، حيث أعاد «النمر» التأكيد على أن هذا النوع من المسرح قادر على تحقيق نجاح جماهيري إذا قُدِّم بصدق واحترام لعقل الطفل، وهو ما ظهر جليًا في ردود الفعل الإيجابية والمطالبات المتزايدة بإعادة العرض.
ويأتي عرض «النمر» ليؤكد أن مسرح نجيب الريحاني لا يزال يحتضن التجارب الجادة والمختلفة، وأن وسط البلد ما زالت قادرة على صناعة لحظات مسرحية مؤثرة، خاصة حين تجتمع الرؤية الإخراجية الواعية مع طاقات شابة وموهوبة، ورسالة إنسانية واضحة، وهو ما جعل هذه الليلة تظل عالقة في أذهان كل من حضرها.
وفي ختام حديثه، لم يُخفِ كريم الحسيني سعادته البالغة بكل ما تحقق، معتبرًا أن مطالب الجمهور بإعادة العرض هي أكبر دليل على نجاح التجربة، ومؤكدًا أن «النمر» ستظل واحدة من أقرب الأعمال إلى قلبه، لأنها جمعت بين الفن والرسالة، وبين الحلم والواقع، ووضعت الأطفال في المكانة التي يستحقونها، كنجوم حقيقيين يحملون طاقة وأمل المستقبل…..



