فن وثقافة

انفراد خاص للنجم “جمال عبد الناصر” من شرم الشيخ .. مصر تصنع السلام وتكتب التاريخ من جديد

الكاتب والناقد الفني عمر ماهر

من قلب أرض السلام، من شرم الشيخ البهية، حيث تتلاقى الشمس مع البحر، وتتعانق الآمال مع الجهود، تنطلق مصر – بقيادتها وشعبها – فى ملحمة دبلوماسية وإنسانية قلّ مثيلها، ساعية بكل عزم وثقة إلى صناعة السلام من أجل شعب جريح، يعانى تحت وطأة الاحتلال والحصار والدمار.

إن ما يحدث الآن ليس مجرد مبادرة سياسية، بل هو موقف مصري أصيل، نابع من ضمير الأمة، ومُرتكز على ثوابت لا تتغير: الحق، والعدل، والحرية، ورفض التهجير، والإيمان بحق الشعوب فى الحياة الكريمة على أرضها التاريخية.

مصر اليوم لا تتحدث فقط باسم نفسها، بل تنطق بلسان كل من ظُلم، وتتحرك بدافع الواجب القومي والعربي والإنساني.

وعلى أرض شرم الشيخ، تلك المدينة التى طالما استضافت القمم التاريخية، تُجرى الآن لقاءات واجتماعات ومباحثات على أعلى مستوى، يقودها رجال الدولة الشرفاء – بخبرتهم، وعقولهم، وإرادتهم – لتحقيق اختراق حقيقي فى جدار الصمت الدولى، وفرض صوت العدل على العالم الذى يتعامى أحيانًا عن أنين الضحايا.

ولأن مصر تؤمن بأن السلام لا يكون إلا عادلاً، شاملاً، مُنصفًا، قائمًا على قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، فإنها لم ولن تقبل بأى حلول منقوصة، أو تسويات تفرض بالقوة، أو خطط ترمى إلى تصفية القضية الفلسطينية من بوابة “المساعدات” أو “التهدئة المؤقتة”.

فموقفها واضح، لا لبس فيه: لا تهجير، لا للوطن البديل، لا لطمس هوية الأرض الفلسطينية، نعم لوقف العدوان، نعم لحماية المدنيين، نعم لحق العودة، نعم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وفى هذا الإطار، فإن تحركات مصر لا تنبع فقط من إرادة سياسية عليا، بل من عمق وجدان شعبها، الذى يعتبر القضية الفلسطينية قضيته الأولى، والقدس جزءًا من كرامته القومية والدينية.

ولعل ما يميز التحرك المصري الحالى أنه لا يعتمد على الشعارات، بل على أدوات الدولة القوية: المخابرات العامة، والدبلوماسية الهادئة، والعلاقات الإقليمية والدولية المتشعبة، والقدرة الفائقة على الوساطة والنفاذ إلى عمق المشهد، سواء مع القوى الإقليمية أو العالمية، بما يجعل من القاهرة اليوم قلب العالم النابض بالحكمة والحنكة.

ولأن الشعب الفلسطيني لا يثق إلا في مصر، فقد أصبحت القاهرة هى الطرف الوحيد القادر على جمع الفرقاء الفلسطينيين، والحديث باسمهم مع القوى الكبرى، والتفاوض مع الجميع فى صمت، ولكن بثبات.

وما إطلاق سراح الأسرى، والهدن المتتالية، ومحاولات بناء آلية دولية لإعادة الإعمار، والحديث عن حل الدولتين إلا شواهد دامغة على أن مصر تحرك المياه الراكدة، وتُعيد فرض منطق العقل أمام طوفان الجنون.

ولعل كلمة السر فى كل هذا النجاح المصري هى القيادة السياسية، ممثلة فى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذى اختار أن تكون بلاده شريكة فى السلام، لا متفرجة على النزيف، وأن تُحافظ على أمنها القومي من خلال حماية الجوار، لا عبر الانكفاء أو التردد. لقد قاد الرئيس مصر فى هذا الملف بحكمة القائد، وصبر المُفاوض، وحنكة الزعيم، مستندًا إلى دعم شعبى واسع، وثقة لا تتزعزع فى عدالة الموقف المصري.

ولا يمكن لأحد أن ينكر أن كلمة مصر – بعون الله – كانت وستظل هى العليا، ليس لأنها الأقوى عسكريًا أو سياسيًا فقط، بل لأنها الأصدق نية، والأكثر توازنًا، والأقرب إلى نبض الشارع العربي، والأقدر على العمل بصمت حين يلزم، والرد حين يجب، والمبادرة حين تغيب المبادرات.

وفى هذا الإطار، فإن الأجهزة السيادية المصرية، وعلى رأسها جهاز المخابرات العامة، تلعب دورًا بالغ الأهمية، فى التنسيق والمتابعة والرؤية الاستراتيجية، مع الحرص الكامل على سرية التحركات ودقتها، وهو ما يجعل نتائجها دائمًا مُبهرة ومؤثرة.

إن مصر – بتاريخها وموقعها وثقلها – لا تسعى إلى مجد شخصى، ولا تبحث عن بطولة إعلامية، بل تعمل من أجل ما تؤمن به، وترى أن كرامة الفلسطيني من كرامة المصري، وأن أمن غزة من أمن القاهرة، وأن الأقصى ليس فقط مسجدًا، بل رمزًا لعقيدة وهوية وأمة.

ولهذا فهى تتحرك لا لتتلقى الشكر، بل لتُحقق النصر.. نصر المبادئ على المصالح، ونصر السلام القائم على العدل، لا على الإذعان.

وفى النهاية، فإن ما تفعله مصر الآن من جهود لإقرار تهدئة دائمة، وتحقيق سلام عادل، وحماية المدنيين، وتثبيت الحق الفلسطينى، إنما هو فصل جديد من فصول المجد المصرى، الذى يُكتب يومًا بعد يوم بحروف من نور.

ومثلما كانت مصر دائمًا فى طليعة من صنعوا التاريخ، ها هى الآن تصنع المستقبل، رغم كل التحديات، بثقة لا تهتز، وعزم لا ينكسر، وإيمان لا يتزعزع بأن الله مع الحق، ومع من ينصرونه.

تحيا مصر.. وقائدها.. وشعبها.. وجيشها.. ومخابراتها.. تحيا مصر التى لولاها ما كان وقف لإطلاق النار، ولا تحرير لأسرى، ولا أمل فى سلام عادل.. مصر تغير العالم، وتُعيد للعروبة بريقها.. والله الموفق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock