في خطوة جريئة ومليئة بالتحدي أعلن النجم السعودي نزار السليماني عن انطلاق أولى أعماله الدرامية الفردية ضمن مهرجان جمعية المسرح للفنون الأدائية بالمنطقة الشرقية، حيث جاء اختياره لمسرحية “البياض” كأول تجربة منفردة له بمثابة تحدٍ جديد أمام جمهوره ومحبيه، وتجربة فنية رائدة تضعه في قلب المشهد المسرحي السعودي بطريقة احترافية ومتميزة.
يأتي ذلك في ظل اهتمام كبير من النقاد والمتابعين الذين رأوا في اختياره لهذا العمل مؤشرًا واضحًا على رغبته في تنويع أدواره واختبار قدراته على خشبة المسرح بعيدًا عن أي قيود سابقة، لتكون خطوة نزار السليماني الأولى بمثابة إعلان رسمي عن قدراته المسرحية التي طالما أثبتها في أعماله السابقة على مستوى التمثيل التلفزيوني والسينمائي.
وقد حظيت هذه التجربة بإشراف مباشر من مدير جمعية الثقافة والفنون بجدة الأستاذ محمد آل صبيح، ما أضفى على العمل قيمة رسمية وفنية مهمة، إذ يعكس الاهتمام المؤسسي بدعم المبدعين الشباب ومنحهم مساحة حقيقية للتعبير الفني وصقل المواهب الصاعدة في المملكة.
وأشار المتابعون إلى أن اختيار النص كان دقيقًا ومناسبًا لشخصية نزار السليماني، حيث كتب المسرحية الأستاذ يحيى العلكمي، وعُهد بإخراجها إلى المخرج المبدع فيصل الشناوي، ما جمع بين كتابة متقنة وإخراج احترافي، وهو ما منح النص أبعادًا جديدة من العمق الدرامي والشخصيات المعقدة التي تعكس مهارات نزار السليماني وقدرته على الانسجام مع مختلف الشخصيات وتقديمها بشكل مقنع وواقعي على خشبة المسرح.
ولم يخفِ نزار السليماني شعوره بالحماس لهذه التجربة، مؤكدًا أن العمل المسرحي له طابع خاص يختلف عن التلفزيون أو السينما، فهو يجبر الممثل على مواجهة الجمهور مباشرة، وإظهار كل تفاصيل الأداء والإحساس اللحظي، وهو ما جعل هذه التجربة بالنسبة له تحديًا وفرصة لتطوير موهبته والتواصل بشكل أعمق مع جمهوره الذي تابع خطواته منذ البداية.
ويُعد مهرجان جمعية المسرح للفنون الأدائية منصة مثالية لهذا النوع من التجارب الفنية، حيث يسعى المهرجان دائمًا إلى تقديم الدعم الفني والإداري للمواهب السعودية، مع توفير كل المقومات التي تساعد على إخراج العمل المسرحي بأفضل صورة ممكنة.
ويعكس النجاح الذي حققه نزار السليماني حتى الآن التقدير الكبير الذي يحظى به من النقاد والجمهور على حد سواء، إذ أظهر قدرة على تقديم الأداء المسرحي بأسلوب ناضج ومؤثر، ويؤكد هذا النجاح أن النجم السعودي قادر على مواجهة التحديات الجديدة واستثمار خبراته السابقة في خلق تجربة فنية متكاملة.
فمشوار نزار السليماني الفني يوضح أنه لا يكتفي بالمشاركة في أعمال جماعية فقط، بل يسعى دومًا لتقديم أعمال تمثل بصمته الفنية الخاصة، ومسرحية “البياض” هي البداية الحقيقية لهذا المسار، حيث أسهمت في تعزيز مكانته في الساحة الفنية، وأضافت بعدًا جديدًا لمسيرته المهنية، وجعلت الجميع يترقب أعماله القادمة بفارغ الصبر، خاصة مع التنسيق الرائع بين النص والإخراج والإشراف المؤسسي
وهذا الانفراد الخاص خبرًا يستحق التقدير والمتابعة الدقيقة من كل محبي الفن المسرحي السعودي، ويؤكد أن نزار السليماني ليس مجرد اسم عابر في عالم الفن، بل هو رمز للإبداع والتجدد والقدرة على تحدي الصعاب وتحويلها إلى إنجازات فنية تستحق الانتباه والإشادة.