
في زمن تتشابه فيه الأعمال وتتكرر الأفكار، يظهر الفنان الحقيقي الذي يمتلك الجرأة ليكسر القواعد ويبحث عن الجديد دون خوف من المجهول، وهذا ما فعله النجم اللبناني إيوان بخطوته الفنية الأخيرة التي أثارت ضجة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. فالفنان الذي عُرف بحضوره الأنيق وصوته الدافئ قرر أن يخوض مغامرة موسيقية غير مألوفة، حيث انتقل من اللهجة اللبنانية التي شكلت هويته الغنائية إلى اللهجة العراقية، ليقدّم تجربة فنية جريئة تمزج بين الأصالة والتجديد، وتؤكد أن الفن الحقيقي لا تحده لهجة ولا وطن، بل ينبع من إحساس صادق يلامس الوجدان.
إيوان فاجأ جمهوره مؤخرًا بمقطع فيديو قصير نشره عبر حساباته الرسمية، ظهر فيه داخل أحد استوديوهات التسجيل محاطًا بأجواء غامضة ومليئة بالحماس والتركيز، تاركًا خلفه عشرات علامات الاستفهام. واكتفى بتعليق مقتضب قال فيه: «الأغنية جاهزة… بس المفاجأة بعد ما حان وقتها». هذه الجملة القصيرة كانت كفيلة بإشعال مواقع التواصل وإثارة فضول الجمهور، خصوصًا بعدما كشف أن العمل الجديد سيكون ديو غنائي يجمعه مع فنان عراقي معروف، دون أن يعلن عن اسمه، ليترك جمهوره في حالة من الترقب والانتظار.
وخلال ساعات قليلة فقط، تحوّل اسم إيوان إلى محور اهتمام المتابعين في الوطن العربي، حيث تصدر محركات البحث واشتعلت صفحات السوشيال ميديا بالتكهنات حول هوية الفنان العراقي الذي سيشاركه الغناء. البعض رشّح أسماء من رموز الأغنية العراقية الكلاسيكية، بينما توقّع آخرون أن يكون التعاون مع نجم شاب من الجيل الجديد يتمتع بحضور قوي على الساحة الفنية. وبغض النظر عن التخمينات، فإن الواضح أن الخطوة تحمل طابعًا استراتيجيًا وذكيًا، إذ تسعى لدمج روح اللهجة اللبنانية الدافئة مع الإحساس العراقي العميق في عمل واحد يجمع الجمهورين على موسيقى واحدة تنبض بالعروبة.
ولا يمكن وصف تجربة إيوان الجديدة بأنها مجرد أغنية بلهجة مختلفة، بل هي تحوّل فني محسوب يعكس نضوجًا في فكره ووعيه الموسيقي، ورغبة في التجديد دون فقدان الهوية. فالفنان الذي لطالما اختار أعماله بعناية، يبدو اليوم وكأنه يعيد رسم خريطة فنه بخطوات أكثر ثقة ووعيًا، مؤمنًا بأن التطور لا يعني التنازل، بل هو بحث دائم عن الجمال في أفق أوسع.
ومن المنتظر أن يكشف إيوان عن تفاصيل الأغنية في مؤتمر صحفي خاص عقب الانتهاء من الميكس والماستر النهائي، حيث تشير مصادر مقربة من فريق العمل إلى أن الكليب سيُقدَّم برؤية بصرية حديثة تميل إلى الطابع السينمائي، مع اعتماد تقنيات تصوير عالية الجودة تجعل من العمل تجربة فنية متكاملة، لا مجرد أغنية عابرة.
بهذه الخطوة الجريئة، يثبت إيوان أنه من الفنانين القلائل الذين يرفضون البقاء في دائرة المألوف، ويسعون دومًا لتجديد حضورهم بأسلوب راقٍ ومتطور. وبين الغموض والتشويق، يترقب الجمهور العربي المفاجأة التي يحضّرها بصمت، بينما يبقى المؤكد أن إيوان لا يغني فقط… بل يصنع حالة فنية كاملة تُكتب عنها السطور وتُروى كحكاية من شغف وصوت وإبداع.