قمة المأساة أن تراق دماء العافية فوق رمال الشواطئ السوداء
وأن تنزف القلوب الدامية سوءة العراء أمام محكمة البشرية المعدومة من كل سبل الإنسانية
ومن ثم الجناة يضحكون بلا استحياء أو مبالاة ،
تظهر علامات الشيخوخة المبكرة فى مجتمع قاس بلا رحمة .
تولد التعاسة فى حفر الأدغال وبين منحنيات دروب جبلية وعرة غير معرفة التضاريس الجغرافية ،
يشعر المرء العليل بشدة الإحباط وهو يلهث من نقمة زوال نعمة الصحة ،
يريد استنشاق ريحانة تعيد له القوة ، لكن نقص الهواء ، اسف بل شح الدواء
خلف ستار كواليس الوهم تجعله يتوجع وهو يبحث باكياً عن الاستشفاء يتداوي به في زمن قد شاع فيه بلاء الاحتكار .
لقد أصبحت آفة الطمع مشاع بين تجار قلوبها أمست متصلبة الشريان ، أمسكت بيدها زمام
كل مقدرات صناعة الأدوية.
حينما تتكشف عورة الداء فى الخلاء والعيون الحالمة برؤية الهلال تعجز الكلمات التائهة عن إيجاد حلول للشفاء ،
تتوجع النفس على الملأ فى محطة قضبان اليأس داخل كهف جلست علي أريكته لحظات البؤس وهى شاحبة الوجه صفراء اللون تبكي ،
يعيش العالم دون أن يدري أن ما يراه أبشع الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية بلا رحمة.
في ظل الإمكانيات المتاحة للفقير يعيش بكل رضا لعدم وجود بدائل تحت سقف بيت لا يخشى من حائط مشقوق أن يميل عليه أو تهدم أحلامه المهمشة فيموت وهو لديه شعور الأمان.
لكن تظهر حورية تطفو فوق سطح الحقيقة فتاة فى عقدها الثالث تواجه تلك الأطماع صيدلانية يمنية الأصل إنها شريفة النسب التي درست في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة حضرموت السيدة/ أنوار محسن ناجي بن على الحاج ، تقف الباحثة مثل المحاربة على جواد عربي أصيل ، تناظر الفتاة الحاصلة على المركز الأول بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف محتكرى تكلموا النعمة التي يكمن بين ضلوعها سر الحياة ، ترهبهم بسلاح الطب الإكلينيكي تسقط عليهم غبار السخط ، تقول بصوت أجش الخير دائم ولو فاح قبح الإستغلال.
ظهرت علي رأس الساحة بعض الشرفاء الذين عانقوا القمر ، من أجل أن يصدر بصيص أمل ينير قلوب من أوشك طريقهم بالفعل علي الدخول في دوامة الهلاك .
نجد أصحاب الصدور الرحبه ، والقلوب الرحيمة تدشن حملة تمرد علي ذوي النفوس الضعيفة التي تتلاعب فى جينات البشر ،كل المعايير لديها تخضع تحت عنوان سيكولوجية جمع الثروة وكيفية حماية المصالح مهما كان المقابل ، ولو تألم الإنسان علي رمضاء الجوع و لعنة المرض واشتد عليه سخط القهر من ذل السؤال.
شعرت تلك المبجلة بخطوة الأمر لأنها لست في معزل عن الواقع ، خاصة وأنها عملت فى هذا المجال ذابت فيه دون أن تنصهر مبادئها أو تذبل أحلامها ، عملت صيدلي إكلينيكي بمستشفى ابن سناء العام بحضرموت بدولة اليمن ، استشعرت خطورة الحاجة الملحة لجرعة من الدواء وبعض المرضى لا يملكون سوى التضرع بالدعاء والرجاء ، جندت نفسها في موضع هجوم علي تكلموا الضمائر المنفصلة عن شخصية الإنسان ، قطعت عهداً مع الله أنها مكلف بأداء مهمة تتعلق بحماية حق البشرية في الحياة،
نجحت فى مهد رسالتها مع بعض الشخصيات السوية في كلا المجال الطبي والدوائي علي احتواء بعض الهزات النفسية للم شمل الأحداث المتناثرة بطريقة مهذبة فيها إحساس مختلف بحال الفقير ، العبرة ليست فى وجود طبيب يهدي كشف مجاني دون بلبلة متبوعة بعباءة المن والذل ، بل فى تابع اخر يجني ثمار الخير لتكتمل المعادلة الإنسانية ، على صعيد آخر يظهر فوج من النبلاء يضفي على على أموالهم صبغة الطهارة للتخلص من غرق التخبط ، بعد الصراع المرير مع لغة المال ،
بادرة المعيدة بقسم الصيدلة بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة حضرموت بخطوة مهمة للتنمية البشرية حين رأت أن الاستثمار الأمثل من أجل بقاء الإنسان دون علة ينعم بحياة فيها دفء الداء ، قبل أن يستفحل الألم من بطش إعصار المرض اللعين .
تلمع الأحلام مثل النجوم في السماء الخالية من الغيوم السوداء ، لها فراسة أنارت بصيرتها ، خاضت بكل إنسانية حرب مشروعة مفتاح السر فيها ميثاق الشرف وقسم الولاء للحفاظ علي سلامة الجسد نادت أصحاب القلوب الرحيمة بعد احتكار أهم سلعة فى الوجود وهى لباس العافية ، وقفت فى صفوف الأبطال من الوطن العربي ضد قراصنة الدواء ، ناهضت فى بوتقة المشاحنات العنصرية ، تركت رسالة بمداد العرق للعالم لتوفير سلعة التقوت فى لحظة التجمد . لقد اختفت بعض أنواع الأدوية بفعل فاعل مرفوع وعلامة رفعه الطمع في أموال الفقراء ،
وعلى نقيض القول فإن السلبيات يقابلها رسالة تحمل صدى صوت الكثير من الأطباء والصيادلة ، الذين تخلصوا من جرثومة الاحتكار و استمسكوا بحبال الخير ، لنا فيهم نماذج صفاتهم حميدة وأقوالهم بليغة منهم سيدتي اليمنية ذات المهارات الحاسوبية والمهارة اللغوية .
لقد أنجبت البلاد العربية بل والعالم أجمع نساء ورجال زرعوا وحصدوا ، استحدثوا السعادة بعد انقراض الأحاسيس التي تستظل فى خيامهم الأرواح بعد تعرض الجسد الهزيل للعنات أمواج الوجع ، برأت أنفسهم من احتكار لو أقدموا عليه لاحقهم كدر الغضب .
لدينا رؤية في هذه الشخصية المتميزة باهتمامها بالتفاصيل باحثة ماجستير حالية تخصص صيدلة إكلينيكية بكلية الصيدلية / جامعة القاهرة، والتي أخذت العهد علي نفسها ألا تستجيب إلى المغريات ، وأن تنفر من الموبقات التي تشبه السحر الأسود الذي يفتك بجهاز مناعة الجسم ، لقد خاضت عدة مراحل وتجارب جعلت منها رمزاً يفرد أجنحة الشموخ والكبرياء ، بعد أن عكفت علي دراسة الواقع وكأنها في عمل ميداني يبحث حالة كل مريض، تكلموا رمز العزة والكرامة ، دون أن تنجرف مع تيار المتاجرة بصحة الإنسان .
استطاعت من خلال مهارات التواصل الممتازة مع العقول الرشيدة أن توفر الأدوية الناقصة من خلال تعاملها النزيه مع الشركات الحريصة علي عدم احتكار الدواء ، هذه شهادة حق لمن يملك سد الفجوة ، لقد اقتضت الأمانة الأدبية أن نعرض التجارب الحقيقة في مجال مقاومة عدم احتكار الدواء بصورة سلسلة ، تجعلهم في طليعة الصفوف المؤثرة ، ليكن تصرفهم النبيل المتميز والمتمثل في بيع الأصناف المسحوبة عن عمد من قبل شرذمة القوم مع سبق الاصرار والترصد ، تمهيداً لبيعها بسعر أعلي هو خير وسيلة لمواجهة جريمة متعمدة في حق كل نفس تتألم من شدة الإعياء .
إن خدمة المجتمع رقي جلي ، يحدث أثر خير باقي فى نفس المتألم وانفراجة جسد متوعك ، وحلم متعطل ، البراءة من الاحتكار بادرة أمل تنير طريق معتم ليبقي الدواء في متناول يد الفقير.