محافظات

بعد إسدال الستار على المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب

بقلم - طارق فتحى السعدني

بعد أن أسدل الستار على منافسات المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب واعلان الفائزين بهذه المرحلة،

برزت أمام الجميع صورة واضحة لما آلت إليه الحياة السياسية من ممارسات شوهت الإرادة الشعبية وأفقدت العملية الانتخابية معناها الحقيقي.

فقد طغى المال السياسى على المشهد وتبدلت المعايير حتى أصبحت المنافسة لا تقاس بالكفاءة أو البرنامج أو الثقة بل بما ينفق من أموال وما يوزع من وعود زائفة.

لقد أصبح بعض المرشحين يستغلون حاجة الناس وضعفهم فيحولون صوت الناخب إلى سلعة رخيصة ويجعلون من الانتخابات ساحة للمزايدات لا ميدانا للتعبير الحر عن الإرادة الوطنية.

وهكذا ضاعت قدسية الاختيار وغابت عن المشهد قيم النزاهة والشفافية لتعلو أصوات النفاق والمصالح الشخصية على صوت الوطن والمبادئ.

ورغم كل ما يشهده الواقع من انحرافات يبقى الأمل قائما بأن العدل قادم لا محالة وأن زمن الهيمنة والفساد إلى زوال.

فالتاريخ لا يرحم من خان ضميره ولا يخلد من استغل فقر الناس ومعاناتهم بل يضعهم في صفوف الطغاة الذين سرعان ما يزول ذكرهم وتسقط أقنعتهم.

إن السياسة الحقيقية لا تبنى على المال بل على الإيمان بالوطن وخدمة الناس بصدق ونزاهة.

وسيأتى اليوم الذى تستعيد فيه الحياة السياسية وجهها المشرق وحينها يعود إلى الصدارة أصحاب المبادئ والقيم،

الذين يؤمنون أن صوت المواطن أمانة لا تُشترى، وأن الكرامة لا تُباع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock