عربي وعالمي

بعد عامين على طوفان الاقصى كيف انتهت مغامرة السابع من اكتوبر وماذا تبقى من القضية الفلسطينية

كتب/ أيمن بحر

بعد مرور عامين على عملية طوفان الاقصى تتكشف حصيلة قاسية لما جرى حيث فقدت حركة حماس معظم قياداتها العسكرية والسياسية وتفكك ما كان يعرف بمحور الدعم الاقليمى مع ايران وسوريا وحزب الله في مشهد يعكس نهاية مرحلة كاملة من النفوذ في الشرق الاوسط

ومع انهيار حكم حماس فى قطاع غزة تبدو الصورة ابعد من مجرد خسارة عسكرية اذ تكشف عن نهاية مظلمة لتنظيم احتكر تمثيل القضية الفلسطينية لسنوات طويلة عبر قرارات ومغامرات غير محسوبة دفعت الشعب الفلسطينى ثمنا باهظا لها

الحصار الاسرائيلى الخانق على غزة وعزلها الكامل عن الجغرافيا الفلسطينية وتدمير ما تبقى من مكتسبات اتفاق اوسلو وتعميق الانقسام الفلسطيني الداخلى كلها نتائج مباشرة تحققت في سياق واحد خدم اهداف الاحتلال وكرس واقع الانقسام

اليوم وبعد عامين من الطوفان الذى اغرق غزة بالدمار تجاوز عدد الضحايا خمسين الف فلسطينى ويعيش القطاع كارثة انسانية شاملة بلا مساكن ولا خدمات ومع شتاء قاس انهارت خيام النازحين وتبعثرت فوق شوارع مدمرة بينما ينتظر شعب مشرد مساعدات محدودة ومستقبلا غامضا حتى في ابسط حقوق الحياة

هذا الواقع الكارثى يجرى التعتيم عليه عبر خطاب يروج للعجز العربي ويتجاهل السبب المباشر لما حدث وهو قرار السابع من اكتوبر الذى فتح الباب لحرب شاملة غير مسبوقة حولت غزة الى ارض محروقة في واحدة من اعنف الحروب بتاريخ القطاع

محاولات الخروج من الحرب باقل الخسائر باتت شبه مستحيلة واصبح الحديث عن وقف اطلاق النار اقرب الى استسلام لواقع جديد يفرض فيه الاحتلال سيطرته الكاملة على البر والبحر والحدود واعاد رسم القطاع وفق خطوط امنية جديدة بينما تحول الحديث عن الدولة الفلسطينية الى شعار بلا سند ميدانى

وفى الوقت الذى تفاوض فيه قوى عربية لمنع تهجير ما تبقى من سكان غزة وتأمين المساعدات والاعمار تنشغل اصوات اخرى بتمجيد قادة الفصيل الذي تسبب فى جر القطاع الى هذه النهاية الماساوية وفتح الطريق امام الاحتلال لاختراق عمق غزة بالكامل

تمت صناعة رموز وبطولات وهمية غيبت حقيقة ما جرى وحولت قادة مختبئين بعيدين عن خطوط المواجهة الى اساطير بينما دفع المدنيون وحدهم ثمن القرارات الكارثية

ذهنية المظلومية وادعاء المقاومة الوطنية اسهمت في خطف حقوق الفلسطينيين وتدمير فرص الحل النهائي للقضية وهو ما يجعل تحليل ما حدث منذ ربع قرن وحتى عملية السابع من اكتوبر ضرورة حتمية لاعادة بناء رؤية واقعية تضع مصلحة الشعب الفلسطيني فوق اوهام الصراعات الاقليمية

كما جرى توظيف القضية الفلسطينية كتجارة سياسية من قوى اقليمية وجماعات وظيفية استخدمت الصراع وسيلة للنفوذ وهو ما ادى في النهاية الى اضعاف الجميع وفي مقدمتهم الفلسطينيون انفسهم

واليوم وبعد انتهاء المرحلة الاولى من الترتيبات الدولية لوقف حرب غزة تعلن حماس ثقتها في مسارات سياسية كانت سببا في نسف اتفاق اوسلو سابقا بينما يرسخ الاحتلال وجوده العسكري في القطاع بدعم امريكي كامل

هكذا تنتهي عملية السابع من اكتوبر التي صورت كنقطة تحول تاريخية لتتحول في الواقع الى واحدة من اكبر المآسي التي ضربت القضية الفلسطينية منذ نكبة عام الف وتسعمائة وثمانية واربعين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock