عربي وعالمي

بين العمل فى صمت وصناعة الضجيج كيف يقود الرئيس الصيني بلاده بعيدا عن الهمبكة

كتب/ أيمن بحر

فى عالم باتت فيه السياسة عرضا يوميا على شاشات الإعلام ومنصات التواصل يظهر الفارق جليا بين من يعمل فى صمت ومن يكتفى بصناعة الضجيج فالهمبكة لم تعد مقياسا للنجاح ولا دليلا على القوة بقدر ما أصبحت غطاء يخفى غياب الفعل الحقيقى

الرئيس الصينى يمثل نموذجا مختلفا للقيادة حيث يعتمد نهجا هادئا بعيدا عن الاستعراض الإعلامى فلا تصريحات نارية ولا ظهور يومى مثير للجدل بل قرارات محسوبة وخطط طويلة المدى تنفذ على الأرض دون ضجيج النتيجة أن الصين تحولت خلال سنوات قليلة إلى قوة اقتصادية وتكنولوجية كبرى تنافس وتفرض نفسها فى مختلف الملفات الدولية

فى الوقت الذى ينشغل فيه بعض القادة بإثارة الجدل وتصدير الأزمات يفضل الرئيس الصيني العمل من خلف الكواليس مستندا إلى رؤية استراتيجية واضحة تركز على بناء الدولة وتعزيز الاقتصاد وتطوير الصناعة والتكنولوجيا وهذا النهج يعكس فهما عميقا لمعنى القيادة الحقيقية التي تقاس بالنتائج لا بالكلمات

الفرق بين العمل فى صمت وصاحب الهمبكة هو الفرق بين من يبني ومن يعلن فقط فالصمت هنا ليس ضعفا بل قوة هادئة تعرف طريقها جيدا وتتحرك بثبات دون حاجة للتصفيق الصين لم تصل إلى مكانتها الحالية بالصدفة بل عبر تراكم الجهد والانضباط والقرارات الصعبة التى اتخذت بعيدا عن الأضواء

فى النهاية تؤكد التجربة الصينية أن القيادة ليست فى كثرة الحديث ولا فى تصدر العناوين بل فى القدرة على تحويل الرؤية إلى واقع وعلى تحقيق المصالح الوطنية بهدوء وثبات وبينما يضيع البعض وقتهم فى الضجيج تمضي الدول التى تعمل في صمت نحو المستقبل بثقة وقوة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock