مقالات وآراء

بين سرعة التغيير وتحديات الواقع… إلى أين تتجه مصر داخليًا؟

جريدة الصوت

 

بقلم – طارق فتحى السعدنى

لا يمكن أن ينكر أحد أن مصر تمر الآن بمرحلة داخلية مليئة بالحركة، فالأحداث تتوالى والقرارات تتسارع والمشروعات الكبرى تتصدر المشهد،
لكن يبقى السؤال: هل تسير هذه التغيرات بنفس سرعة تلبية احتياجات المواطن اليومية؟

رأينا في الأسابيع الأخيرة حملات موسعة لضبط الأسواق وإغلاق منشآت طبية مخالفة ومشروعات تطوير عمراني في أحياء عريقة مثل مصر الجديدة،
إضافة إلى خطوات لجذب الاستثمار العقاري وتنشيط القطاع الخاص.
هذه التحركات على الورق تمثل مؤشرات إيجابية تعكس رغبة في تحسين الوضع المعيشي وتهيئة بيئة أفضل للاستثمار والخدمات.

لكن من منظور المواطن العادي الصورة أعمق من مجرد عناوين صحف.
فالمستهلك يريد أن يشعر بانخفاض الأسعار فعليا وأن يجد خدمات صحية وتعليمية متاحة بجودة مناسبة،
وأن يرى مشروعات التطوير تترجم إلى واقع يحسن من حياته اليومية لا أن تبقى إنجازات تعرض في المؤتمرات فقط.

لا شك أن الدولة تبذل جهودا واضحة في أكثر من مسار،
لكن التحدي الحقيقي هو الموازنة بين المشاريع الاستراتيجية بعيدة المدى وبين الحلول السريعة التي تُشعر المواطن بالتحسن الفوري.

فالتنمية الحقيقية ليست في حجم المشروعات فقط، بل في قدرتها على تغيير حياة الناس للأفضل وبأسرع وقت ممكن.

في النهاية يمكن القول إن المشهد الداخلي المصري اليوم يشبه سباقا مزدوج المسار .
نرى مسار طويل الأمد نحو مستقبل أكثر حداثة،
ومسار قصير الأمد لتخفيف الأعباء الحالية عن المواطن. والنجاح الحقيقي سيكون في القدرة على الفوز بالمسارين معا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock