
لُغَتِي نُجُومٌ بَدَّدَتْ لِسَوَادِي
فَلْتَسْمَعُوا فِي حُسْنِهَا إِنْشَادِي
فَصَبَاحُهَا بِالْخَيْرِ يَمْلَأُ دَرْبَنَا
وَمَسَاؤُهَا عِطْرٌ يَجُوبُ بِلَادِي
مِنْ حَرْفِهَا السَّامِي نَصُوغُ شُعُورَنَا
وَبِحَرْفِهَا السَّامِي نَصُدُّ أَعَادِي
لُغَةٌ عَلَى عَرْشِ اللُّغَاتِ تَرَبَّعَتْ
قَدْ تَوَّجَ الْقُرْآنُ حَرْفَ الضَّادِ
يَا مَنْ حَسِبْتُمْ غَيْرَهَا فَخْرًا لَكُمْ
مَا أَبْشَعَ الْفِكْرَ الْعَقِيمَ الصَّادِي
بِالْأَعْجَمِيَّةِ قَدْ نَطَقْتُمْ حَرْفَكُمْ
يَا غُرْبَةً قَدْ أَصَّلَتْ لِمُرَادِي
لُغَةٌ رَكِيكٌ حَرْفُهَا وَبَيَانُهَا
لَا تَحْتَوِي مَا يَرْتَجِيهِ فُؤَادِي
لَيْسَ الرُّقِيُّ بِأَنْ يُغَرَّبَ فِكْرُكُمْ
وَلِسَانُكُمْ يَهْوِي بِقَاعَ الْوَادِي
إِنَّ الرُّقِيَّ هُوَ الْبُلُوغُ بِحَرْفِكُمْ
قِمَمَ الْعُلُومِ بِهِمَّةٍ وَرَشَادِ
أُمُّ اللُّغَاتِ وَهَلْ جَحَدْتُمْ فَضْلَهَا؟
وَحُرُوفُهَا نُورٌ لِقَلْبٍ هَادِي
فِي بَحْرِهَا الطَّامِي لَآلٍ فَابْحَثُوا
كُلُّ الْكُنُوزِ تَؤُولُ لِلْمُرْتَادِ
وَلْتَنْظِمُوا مِنْهَا الْعُقُودَ تُخَلَّدُوا
تَرَكَ الْجُدُودُ الْكَنْزَ لِلْأَحْفَادِ
وَلْتَسْأَلُوا عَنْ ذِي الْقَصَائِدِ عُلِّقَتْ
قَدْ خَلَّدَتْ مَنْ قَامَ بِالْإِنْشَادِ
هِيَ لِلْقُلُوبِ إِذَا اعْتَرَاهَا لَوْعَةٌ
تَأْسُو الْجِرَاحَ تَعُودُ بِالْإِسْعَادِ
هِيَ لِلنُّفُوسِ إِذَا تَنَافَرَ وُدُّهَا
تَأْتِي تُعِيدُ الْوُدَّ لِلْأَكْبَادِ
لُغَةُ الْبَيَانِ إِذَا تَلَوْتُمْ حَرْفَهَا
كَمْ يَرْتَقِي الْقُرْآنُ بِالْعُبَّادِ
فَلْتَقْرَؤُوا فِيهَا لِيَرْقَى فِكْرُكُمْ
و لَا تَكُونُوا بِهَا مِنَ الزُّهَّادِ
وَلْتُنْصِفُوهَا مِنْ لُغَاتٍ أُقْحِمَتْ
فِي حَرْفِهَا لِتَرُدَّهَا لِمِهَادِ
فَتَزَوَّدُوا مِنْهَا لِيَوْمِ نُشُورِكُمْ
حِينَ الْكِتَابُ أَتَى عَلَى الْأَشْهَادِ
وَتَزَوَّدُوا مِنْهَا لِجَنَّةِ رَبِّكُمْ
فَبِهَا حَدِيثُ الْأَهْلِ وَالرُّوَّادِ
ثناء شلش



