صحف وتقارير

تاريخ الأسماء وتطور الكفور والنجوع في مصر الإبراهيمية بالشرقية

جريدة الصوت

 

الشرقية/مرفت عبدالقادر احمد

شهدت أراضي الشرقية بداية مرحلة جديدة من التطور، حيث قرر إبراهيم باشا، ابن محمد علي باشا الكبير، منح إقطاعية واسعة لأعوانه من الألبان والأرمن والشراكسة والأتراك الذين ساندوه في حرب اليونان. تميزت هذه الإقطاعية بامتيازات استثنائية، منها إعفاء سكانها من الجندية وأعمال السخرة، مما ساهم في تسارع النمو السكاني فيها بشكل ملحوظ.

أُطلق على هذه الإقطاعية في البداية اسم “المورلية” نسبة إلى سكانها العائدين من المورة ببلاد اليونان. ومع مرور الوقت، تغير اسم البلدة الجديدة إلى “الإبراهيمية” تخليدًا لذكرى إبراهيم باشا، وأقيمت البلدة في موقع بحيرة جففت لإقامة قصر باشاوي بجوارها.

منذ تأسيسها، جذبت الإبراهيمية العديد من العائلات ذات النفوذ، منها عائلات حفيظ، الأسطى، والحاج، وغيرها، والذين تخصص بعضهم في صناعة الحرير. ساهمت هذه العائلات في إنشاء محالج القطن ومعامل لتربية دودة القز ومصانع لصناعة الحرير، مما جعل البلدة مركزًا اقتصاديًا وتجاريًا هامًا في منطقة الشرقية، وجذبت التجار اليونانيين لتتحول إلى نقطة جذب تجارية مزدهرة.

وتاريخيًا، ذُكرت الإبراهيمية في القاموس الجغرافي للبلاد المصرية، حيث أشار إلى تأسيسها بعد عودة إبراهيم باشا من حرب المورة، وأوضح أن البلدة أخذت اسمها تيمناً باسمه. وعرفت البلدة أيضًا بالعمارة نسبةً لحداثة عمرانها، وأعطيت أطيانها للمهاجرين الذين قسموها بينهم وأصلحوها.

في عام 1881، أنشئ مركز جديد في البلدة باسم “الإبراهيمية”، لكنه لم يستمر طويلاً نظرًا لبعدها عن السكة الحديدية، وفي عام 1884 تم نقل ديوان المركز والمصالح الأميرية إلى بلدة كفر صقر، مع الإبقاء على اسم “الإبراهيمية” لهذا المركز.

وهكذا، تبرز الإبراهيمية كأحد الأمثلة الهامة على تطور المدن المصرية من إقطاعيات صغيرة إلى مراكز اقتصادية وتجارية كبيرة بفضل جهود سكانها وقيادتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock